تتجلى هذه العقلانية بروح المبادرة الخلاقة وفتح الجسور والإبتعاد عن الزوايا الحرجة ، وعراقنا وهو يخوض حربه المقدسة ضد الإرهاب وفي سبيل تحقيق حلم الدولة العادلة يكون من اللازم ان يتصدى لكبريات المسائل رجال همهم الأستقرار وبث روح جديدة في جسد وعقل كل عراقي ،
مهم جدا ان نبتعد عن ردات الفعل ومهم أكثر حين نرى بعين الرعاية أين تقع مصلحتنا ، السعودية ليست الوهابية حين نفسر هذا في الإطار السياسي وهي ضد الإرهاب في كل مواقفها فليس بالضرورة إن وجدنا آحادا منهم في هذه التنظيمات المجرمة نطلق العنان للقول إنهم كلهم أرهابيون تلك مغالطة وقسمة لا تصح ، فكما العراق فيه الداعشي وفيه المعتدل وفيه النابذ للإرهاب ولا يجوز تعميم القول أو إطلاقه على كل الفصيل ، وهنا تتجلى حكمة السيد السيستاني وهو يهدأ من الغوغاء ويوجه الأنظار إلى العدو المشترك ، وهنا تتجلى روح المبادرة عند الرئيس حين يستشف رأيه في طبيعة العلاقة وكيف يجب أن تكون هو أستئناس ومقاربة لكي يكون كلامه في الرياض كلام العقلاء والنفع العام ، وأجدني أثني على وزير الخارجية السيد الجعفري وهو يتصرف بروح ناظرة إلى المستقبل فالسعودية والعراق قدرهما ان يتحملا الكثير في سبيل الأهداف الكبيرة خاصة والعرب يعيشون التيه والخبط وعدم الدقة ، وعلى الجميع تشجيع المبادرات التي تسهل للعراق ان يعيش الأمن حقيقة فلا غنى عن السعودية ولا حتى عن دول الخليج ، أن تشجيع العمل على تخفيف الضغط مطلوب في ذاته ولغيره ولايجب الركون لمن هم أدعياء في الدين وأدعياء في المذهبية الضيقة الكئيبة ، ولايجب خلط الأوراق أو البحث عن مثالب فيما مضى علاقتنا مع السعودية هي من أجل العراق في كل هذا المعنى وما يدل عليه ولا يجوز ان ننتظر الإيعاز من الغير فيما يهم مصالحنا وأستقرارنا فلكل بلد هموم وطموحات تكبر أحيانا وتصغر أخرى ، وفي كل هذا ربما سنكون خيرا لغيرنا أو جسر لردم الهوة مع المتخالفين لتكون بيدنا المبادرة ولا يجب ان نكون صدى لغيرنا وهذا هو قدرنا ، وأقولها بصراحة عقلانية الرئيس لاتنطلق من أنا ذاتي بل هي عقلانية يعم خيرها كل العراق شماله وجنوبه شرقه وغربه ، ومنذ زمن وأنا أبحث عن رجال يتجاوزون القيل والقال رجال ليسوا سماعين بل مبادرين شجعان وقولنا هذا يهدف للحيلولة عن المزيد من الدماء والمزيد من الجراحات ، كما أتقدم بشكر كبير للسيد عمار الحكيم الذي أجد فيه المستقبل والأمل لرتق الكثير من فتوقات الوطن وعلؤنا واجب مساندته فيما يسعى إليه لترميم سياجات الوطن وخدوشه ، وشكري هذا ينطلق من كوننا غير قادرين بعد ليكون نزيف الدم أو التفتت لجسد العراق ، إن معركة العراق الحالية عن الوجود وعن الأمن وعن الوحدة تتطلب الكثير من الجهد والكثير من العمل فكما إن قواتنا الباسلة ومعها الحشود الشعبية وعشائرنا الغيارى يخوضون غمارها بأيديهم وبدمائهم فهناك معركة الدبلوماسية في ترطيب الأجواء وفي جعل العالم الذي حولنا والذي هو بعيد يشعر بأننا رجال دولة وكلما كانت عزيمتنا كبيرة ورؤيتنا أكبر وكلما أبتعدنا عن الضيق في ا لأفق والرؤية كلما كنا جديرين بالأحترام ولنا في التاريخ شواهد وعبر ، وإني في موقفي هذا أعبر عن كل الوطنيين وعن كل الليبراليين الديمقراطيين وعن كل عراقي حر غيور على وطنه وعلى مستقبله ، فليس لنا خلاص إلآ بهذه التوجهات ونحن في بداية مشروع بناء وطن ، وعلينا مسؤولية أخلاقية في أن نعبر عن قضايانا من خلال قنواتنا الديمقراطية طبعا من غير مناكفة ومن غير أحقية مسبقة فالكل هم أبناء الوطن والكل فيه مسؤولون وعليهم واجبات ، فلنستعد للمرحلة المقبلة بعزيمة وثقة وصدق إنتماء وتحرير هوية تكون للجميع ....