كان يا ما كان، في قديم الزمان... بلد يحكمه صدام و أخوهه سبعاوي ووطبان... يعيث فيه الفساد شبلان... قصي وعدي وعمهما برزان...
يسرق أمواله الرفاق مزبان والجبوري مشعان... خرّبوا، سجنوا، حبسوا وقادونا كالطليان... قالوا نحن السادة، وأنتم عبيد ومعدان... نتوارثها كأمية، معاوية منهم وإبن عمه مروان... نحكم كما حكموا وكلامنا هو الفرقان... لا نحبّ الغرماء و نفعل بهم كما فعلنا بالتكريتي حردان... نتعقبّ الآخرين الى آخر الدنيا كما تبعنا الحكيم مهدي الى السودان... أمّا أولئك الذين دمائهم غير نقيّة فنبعثهم إلى طهران... في سفرة ممتعة بين السهول الخضراء وشجر الجوز والعنب والرمان... نحيطهم بالمودّة وما تكنّه أنفسنا من الحنان... الرجال نحبسهم، و نخلّي سبيل الأطفال والشيوخ والنسوان...
دخل علينا جبابرة الأرض وقالوا أتيناكم محررين لا فاتحين وجلبنا معنا الهامبركر والكوكولا والعمران... أصطحبوا معهم جنود من بولندا وهندوراس واليابان... قلنا ها هو التغيير والطوفان... هدّت قلاع عالية مبنيّة من دمائنا و جماجم آباءنا، وهرب بطلنا ونام في حفرة مع الفئران... خاف قياصرة الارض وإرتعشت كراسي العربان... البعيدين منهم وكلّ الجيران...
جاء معهم قدوتنا كما إعتقدنا، ختموا جزء عمّه وقارئي مفاتيح الجنان... في لحظة أسرع من البرق أصبحوا عتاوي سمان... نخروا البلاد وتوغلـّوا في مفاصلها كالسرطان... الفقراء ليس همّهم، بل الماس والياقوت والكهرمان... خربت نفوسهم، وتحجرّت قلوبهم وعشعش في لبّهم الشيطان... وهذا حال الأديان...
...
إنتخبنا، فازوا وجلسوا فيما بينهم وإختاروا للقيادة جربوع منهم قبل دخول قبّة البرلمان... عارض أحبابنا وإخوتنا راكبي المرسيدس والبعران... قالوا، إنَّ أصله من الجارة الخرائية إيران... أجبنا، سنأتيكم بواحد من أبناء عدنان... ودليلنا، شربه القهوة العربية بالفنجان... وإنتقل شارع الحمرا إلى منطقتنا الخضرا وأصبح عراقنا كلبنان... للقيادة رئيس وزراء شيعي، وللجمهورية رئيس من كردستان... وللنوّاب سيّد سني من غير التركمان...
...
دخل علينا أحبّة وإخوان يريدون قتلنا من العربان الجربان... جاؤونا بحقد دفين بعضهم من أسوان... وأغلبهم من الجزيرة وسورية البعث وبني حمدان (اليمن)... وموجات أخرى من جبال الأطلس وتونس الخضراء ومن كل الأركان... تكاثروا علينا لمصّ دمائنا كالبقّ والذبان... حكمت الرذيلة وأصبح الحق باطلاً وإنتشر الذلّ والهوان... وطرقت مسامعنا أسماء جديدة كحارث الضاري وخلف العليان وقطط الدين السمان... وأناس أجسادهم في العراق وقلوبهم خارج البلدان... يهيمون عشقا ويحملون حبّاً كبيراً لساسان... بين ثنايا الروح والوجدان...
...
منهم أصبهاني وإبن عبطان...
بدأ العدناني صولة للفرسان... قال بعدها سنبدأ ببناء الإنسان...نعمّر من الجنوب إلى الشمال و سيرتفع عالياً البنيان... البصرة والمثنى وكربلاء وميسان... وكل المدن الأخرى وإن كانت صغيرة، وحتى بدرة وجصّان... سنجعل العراق عامراً كدبي والشارقة وعجمان... وسنبعدكم عن أكل الشلغم و الفجل والريحان... ومرقة العدس والسبزي والباتينجان... ستأكلوا النواشف والأسماك الطازجة والفواكه المفيدة لضخ الدم أكثر في الشريان... لن نحكمكم بالقوة كما فعل طالبان... الذين غيرّوا الأيمن أيسراً وحكموا بالنار والحديد كابول وقندهار وأجزاء أخرى من أفغانستان...
...
إنتخبنا مرة أخرى و فاز من فاز وخسر الخسران... قالوا الفائز تغيّر وأصبح بعد دخول القبة، الآن... القانون والدستور هذه المرّة لن يكونا الميزان... تمّ التكويش على نزاع الملكية، وجهاز حنين و شركة الطيران...
إنتظرنا الوعود الوردية وكثر الضرب فينا و أصبح الكثير منـّا عرجان... والقسم الآخر فقد العقل وبدأ بالهذيان... وآخرون حالفهم الحظ، لا يدروا ما يجري حولهم وحولنا، تعوقّوا وأصبحوا عميان... إرتفعت حرارة الصيف و وصلت حدّ الغليان... يمشي واحدنا مترنحاً من شدّة الحرّ كالسكران... لا كهرباء، لا ماء وأصبح العراقي أملح من الملحان...
...
يغرّد وزير الكهرباء من شاشة التلفزيون كالبلبل الفتـّان... إنها قادمة قريباً، لا تأخذ من العمر الاّ عقدان لا تتظاهروا ونوصيكم بالصبر والسلوان... ورفقاً بكم إستوردنا رشاشّات الماء لكبحكم و قلّ ما ندر نفتح النيران... نحن الأعلم بمصلحتكم، فلماذا تهيجوا علينا كالثيران؟... لقد إنشغلنا بأمور أخرى أكثر أهمية وربما أصابنا بعض النسيان... ذرفوا دموع التماسيح مرة أخرى ووعدونا بالسلم والأمان...
...
لهم الميزانية والنفط ولنا عاشور ورمضان...
كل من عليها في العراق من رجال الدين والسياسة فاسدان...
سنة وشيعة وأكراد كلهم جربان...
لكل منهم يفتي بجواز الفرهود والنهبان...
...
وأخيرا إنجلى الدخان...
وكذبت علينا قارئة الفنجان...
بسببهم كرهنا كل من يتستر بالأديان...
...