هذا هو شعار الثوار في هذه المرحلة من تاريخ العرب والمسلمين ، هذا هو شعار الحالمين بالغد الجديد ،
هذا هو شعار الناس الذين سحقهم الظلم والإضطهاد والفساد ، وهو من اكثر الشعارات قرباً من القلب لأنه يعبر بصدق عن روح الشعوب العربية والإسلامية تجاه الحكام والأنظمة المستبدة الفاسدة .
ومن البديهي ان يكون هذا الشعار هو شعار كل العرب وشعار كل المسلمين ، ذلك لأن حكام العرب وحكام المسلمين عتاة مجرمون قتله أستباحوا الدم الحرام والمال الحرام وفعلوا بشعوبهم ما لايفعله التتار حين أستباح بغداد ، يظهر هذا العنف وهذه الجريمة في ليبيا وضد شعبها المجاهد البطل من حاكمه الفاسد المتخلف الجاهل عدو الإنسان وعدو الكرامة ، إن شعب ليبيا العظيم يجاهد بعناد وبشجاعة قل نظيرها ضد حاكم مستبد فاسد ومجرم ، يجاهد ليصنع غده وتاريخه وينتزع حقه في الحياة .
ويظهر هذا الشعار هناك في البحرين من شعبها المظلوم البطل ، ذلك الشعب الذي حدد مطالبه السلمية والطبيعية ، في الحياة الحرة الكريمة وفي العيش المشترك المتساوي ، وفي تبديل نظام الملكية المطلقة إلى نظام الملكية الدستورية أسوة ببريطانيا والسويد والدنمارك ، هي مطالب شعبية وحقوقية وإنسانية مشروعة ولا يقصد منها العبث والتشويه كما يدعي صغار النفوس ، لكن هؤلاء المتخوفين يخشون هذه المطالب لأنها تعبر عن مطالب كل شعوب منطقة الخليج والجزيرة العربية ، فضرورة تبديل نظام الحكم وطبيعته ليس خاصية فقط في البحرين ، بل هو مطلب في عموم منطقة الخليج والجزيرة التي تتحكم بها مجموعة من مشايخ من العهد القديم لا تستجيب لمتطلبات العصر ولا تستطيع التماشي مع طبيعة المجتمع المدني المنشود .
ونرى هذا الشعار هو شعار شعب اليمن ذلك الشعب الصبور الغيور ، إنه شعار الحرية والعدالة الإجتماعية والديمقراطية وحق تقرير المصير ، كما نرآه هناك في العراق ذلك البلد الذي قتلته الطائفية الدينية والقومية الشوفينية والطائفية السياسية ، شعب العراق من أشد شعوب المنطقة تمسكاً بهذا الشعار لأنه قد خاب أمله وتبدد رجائه نتيجة لحكم هؤلاء المفسدين السراق قليلي الحياء والكرامة ، شعب العراق يبذل كل جهد ويقدم كل تضحية من أجل حريته وكرامته ، شعب العراق يجاهد من غير هواده التخلف والجاهلية الممسكة بالمال والنفوذ ، شعب العراق سيخرج يوم 25 من هذا الشهر ليقول بأعلى صوته - الشعب يريد إسقاط النظام - .
إذن فهذا الشعار من أجل الحياة لكي تكون أجمل ومن أجل الإنسان لكي يعيش بكرامة ومن أجل العدل والحرية والسلام ، شعار تنادي به كل الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج في ثورة شعبية غير مسبوقة في التاريخ ، وأنا أعلم إن جميع الحكام العرب سيستبدلون بقوة هذا الشعار وبإرادة الشعب وسيستبدلون لأن سنن التاريخ والضرورة والحتمية تفرض ذلك ، سيستبدلون لأن الزمان قد تغير والعقل العربي كذلك تغير والإرادة العربية قد تغيرت بفضل الواقع وبواسطة هذا الشعار الغير تقليدي ، أقول : ماهي إلاّ أيام وستكون كل الممالك وكل الحكام وكل مشايخ العرب في مزبلة التاريخ ، وسيشرق العصر الجديد بكل ما يحمل من أمل ورجاء ، فتضحيات ودماء العرب رجالاً ونساءا لن تذهب سدى ، وأنا واثق ان عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء ، وإن هذا النفر من الحكام زائل لا محال - وتلك الإيام نداولها بين الناس - ، هذه هي سنن التاريخ و الحياة والطبيعة ، وعلى جميع الشعوب العربية والإسلامية أن تتأهب لتلك المرحلة القادمة ، ذلك لأن مسؤولية التجديد والتغيير هي مسؤولية ضخمة وكبيرة ، وتحتاج إلى كياسة ووعي وعدم إستباق ، هي حركة العقل حين يقود الحياة من أجل النهوض والتقدم .
وأعلموا إن كل شيءً عند العرب يحتاج إلى تبديل وتغيير ، من القوانين والدساتير ومن الحكام والوزراء ومن القضاة وأجهزة الأمن ، كل ذلك وغيره يحتاج للتبديل والتغيير ، بأناس صالحين غيورين وصادقين مخلصين ، أناس يخافون الله ويخافون الضمير ولديهم الشعور والمحبة والإخلاص والتفان ، ولقد أثبت الشعب العربي اليوم إنه كفوء وقادر ، ذلك لأنه أزال من نفسه الخوف والقلق ، وبدء يقتحم الحصون يحطمها يبحث عن الحرية ويعمل من أجلها ، يؤمن بالشراكة ويؤمن بالتساوي ويؤمن بالحياة ، من غير سادة وعبيد ، فالكل يجب ان يكونوا سواء أمام القانون في الحقوق والواجبات .
إذن فشعار الشعب ممتص من ذلك الكلام الجميل الذي بثه ذات يوم شاعر تونس عن الإرادة وعن تبديل القدر بالعمل وبالعزيمة وبالإصرار ، وأقول : إن الحكام العرب جميعاً يحتضرون يلفظون الأنفاس ، وهم على شفا حفرة من النار ، فلا تدعوهم يفلتوا من العقاب ، وأنتم أحق بالتغيير ، لأنكم أصحاب الحق وأهله ، فعلى بركة الله سيروا وأستعينوا بالصبر وثقوا بأنفسكم ، فهؤلاء الطغاة إلى زوال ، وليكن شعاركم الأبدي - الشعب يريد إسقاط النظام - ..