تحدّث سعيد منتظري، إبن آية الله الراحل حسين علي منتظري، لمجلة "دير شبيغل" الألمانية في عددها الأخير، حول المسؤولين عن وفاة والده قبل أيام، وعن فرص نجاح الإصلاحيين، وعن الأسباب التي تجعل أحمدي نجاد غير مؤهّل للرئاسة.
وقال إن والده كان ثابتاً في اعتقاده بأن خامنئي لا يملك المؤهلات لمنصب القائد الأعلى.
وقال سعيد منظري إنه يقيم حاليا في منزله بـ"قم". مؤكدا أن تحركاته "رسميا غير مقيدة. ولكن مصاريع النوافذ تهتزّ بين حين آخر. إن رعاع النظام يريدون إستفزازي في ما يبدو. إن رجال الأمن يسيطرون على مكتب والدى. أما حسينيّته فقد أقفلت قبل 12 عاماً واحتلها الرعاع".
وتحدث عن جنازة والده قائلا إن "قوى الأمن أظهرت ضبطاً للنفس في الساعة الـ24 الأولى بعد وفاته فقط. وفور انتهاء الجنازة، بدأت أعمال الشغب أمام منزل والدي وبدأوا يردّدون شعارات مهينة بحقّه".
مشيرا إلى أن "القوات النظامية اكتفت بالتفرّج على ما يجري". أما "ميليشيا الباسيج، التي كان واضحاً أن النظام قد أرسلها، هي التي أصبحت عنيفة. ولكن، وللمرة الأولى في قم، فقد وقعت مظاهرات مضادة كانت تهتف: ليسقط الديكتاتور! الوضع الراهن غير قابل للإستمرار".
وحمل سعيد منتظري الحكومة "مسؤولية تصاعد العنف" في البلاد. وعلق على حرق سيارات الشرطة زمهاجمة ميليشيا "الباسيج" من قبل المتظاهرين، معتبرا أن "الناس العاديين لا يملكون مصلحة في إحراق ممتلكات الآخرين. كانوا يريدون التظاهر دفاعاً عن حقوقهم المشروعة، والدولة هي التي استفزّتهم".
وأضاف "لقد دأب والدي على التنديد بوحشية الدولة وأكّد أن هنالك حقاً دينياً، بل وواجباً دينياً، في الوقوف ضد الحكام الذين يسيئون استخدام سلطتهم. إن التزامه بهذه القضية قد أنقص سنوات من عمره. ومع أن سبب موته كان أزمة قلبية، فإن النظام مسؤول جزئياً عن موته، وذلك ليس فقط بسبب إضطهادهم له. كان والدي مكتئباً جداً بسبب ما قام به النظام ضد الشعب في الأشهر الأخيرة".
وقال نجل منظري إن والده كان "يأمل أن أصحاب السلطة سيعودون إلى وعيهم وسيوفّروا على الشعب الأضرار الجسيمة".
واضاف "أنا شخصياً أعتقد أن الشكل الذي سيتّخذه مجتمعنا في المستقبل ليس مهماً جداً. إن إيران يمكن أن تكون جمهورية إسلامية، أو جمهورية علمانية، أو حتى، في ما يتعلق بي شخصياً، نظاماً ملكياً. المهم هو أن يكون باستطاعة الناس أن يعيشوا في حرية، وأن تُتاح لهم حرية الحركة، وأن تكون أصواتهم مسموعة".
وقال للصحيفة الألمانية إن "على المسؤولين أن يعتذروا عن الأعمال الشريرة والإجراءات القمعية التي اتخذوها بحق الشعب في الأشهر الماضية. إن اعتذارهم سيكون أحد شروط بقاء الجمهورية الإٍسلامية. كما ينبغي أن تذهب الرئاسة، بعد استقالة أحمدي نجاد، إلى المرشّح الذي أحرز أكبر عددٍ من الأًصوات: مير حسين موسوي".
وتحدث سعيد منتظري مقتل إبن شقيق موسوي أثناء إحتجاجات عاشوراء، وقال "لم يُقتَل بطريق الصدفة. لقد كان مقتله عملية إغتيال لا شك فيها. وقد سمعنا من عدة مصادر أن السلطات خطّطت لاغتياله قبل مدة طويلة، وأنها هي التي نفّذتها.
ويمكن أن يكون هذا الاغتيال بمثابة تحذير لموسوي نفسه. أنا لا أملك مواهب لمعرفة الغيب، ولذلك فأنا لا أعرف إذا كان موسوي سيُقتَل في يومٍ ما، أو ما إذا كان النظام سيعتقله. إن نتائج قتله أو اعتقاله ستكون وخيمة جداً".
وقال إن أحمدي نجاد ليس مؤهلاً لمنصب الرئاسة. و"ربما يكون مؤهلاً لمنصب محافظ مدينة صغيرة". أما بالنسبة لخامنئي، فقال إنه "لا أرغب في التعليق". مشيرا إلى قناعة والده "بأن خامنئي لا يملك المؤهلات لمنصبه الحالي".