قامت قوة إيرانية بإختراق حدود العراق والسيطرة على بئر فكة النفطي الواقع في محافظة ميسان الجنوبية ورفع العلم الايراني عليه
تلك هي الحقيقة فالعراق بلد محتل ، و لاحول ولاقوة له فلاجيش عنده مستعد وجاهز ، ولا ولاء للساسة فيه للوطن مما يحصنه من المكائد والمؤامرات ، والجيش الجديد غير قادر بالفعل على حماية الحدود ، وهو منهمك في إطفاء نار الحرب الأهلية التي أشعلها ويشعلها أعداء العراق في الداخل والخارج ، لهذا كان للعراق إتفاق أمني مع أمريكا ، إتفاق من مهامه الأولية حماية العراق وحماية شعبه ، أي إن على أمريكا في هذا الإتفاق إلتزام قانوني وأخلاقي في الحماية والدفاع عن العراق وشعبه ، ولهذا نقول : إن تقاعس الجيش الامريكي في صد هذا العدوان الإيراني الجديد ليس له مايبرره .
ونحن كعراقيين نحمل أمريكا المسؤولية كاملة في هذا الأختراق الفاضح من قبل إيران لحدودنا والإستيلاء على ممتلكات شعبنا ، فهي حين غزت العراق رفعت شعار الحرية والحماية وتطبيق الديمقراطية النزيهة ، والحق إنها لم تفعل ولم تحقق من الديمقراطية والحرية والعدالة والسلام غير مانسمعه في الإعلام ، من توليفة غبية لحكومة فاشلة وبرلمان معتوه ، هذه الحكومة لم تصرح ولم تستنكر ولم تدن حتى اللحظة ما جرى من إنتهاك لسيادة العراق وحدوده ، صحيح إن الحكومة مغلوب على أمرها لامكان لها غير المنطقة الغبراء ، لهذا فنحن نحمل أمريكا هذا التقاعس في رد العدوان ومنع إيران هذا الجار الخبيث من الإعتداء والتجاوز على أرضنا ، وعلى حدودنا و حقوق وممتلكات شعبنا ، ونطلب منها أي - أمريكا - ان تكون بحجم ما يتعرض له العراق من أخطار وتداعيات من الجيران والعربان والغربان ، وعليها مسؤولية في إيقاف إيران عند حدها ، وذلك أقل ما يجب من إلتزام تجاه العراق وأمنه ،.
كما يجب على الحكومة ان تكون أكثر وضوحاً في تحديد ماتريد وماترغب فيه لتكون صالحة للبقاء ، وعليها مسؤولية في تذكير الجانب الأمريكي بواجباته في هذا المجال ليكون الشعب على دراية تامة بما يجري حوله من مشكلات وأحداث ، وأنا في هذا السياق أدعوا الحكومة ومن خلال رئيسها - الأخ أبو أسراء - ان يتصدى لهذه الهجمة الشرسة من إيران ، ويجعل من شعاراته عن الوطنية واقع ملموس يُجسد في رد العدوان وعودة الحقوق ، فهذا الشيء الممكن الذي يجعل منه رجل نحترمه ونجله ، فلاتساوم على كرامة العراق ، ولا القبول بأنصاف الحلول ، فالعراق العراق وإيران إيران أطماعها نعرفها ونواياها لم تخفى على كل ذي بصيرة ، وإن لم يستطع فعليه واجب أخلاقي وشرعي في التنحي عن رئاسة الحكومة ، فسيادة القانون وحماية العراق كل لا يتجزء .
وللتذكير بنوايا إيران سواء في مطاردتها للعراقيين وسجنهم وتعذيبهم وقتل أسرآهم شيء لم يعد بخاف على أحد ، منذ بداية ثمانينيات من القرن الماضي ولحد اليوم ، ونعجب كثيراً من تصريحات وقحة وغير مسؤولة وعدوانية من الجانب الإيراني تدعي ملكيتها لحقل فكه النفطي ، إلى جانب قولهم النشاز والقميء بمطالبة العراق بدفع تعويضات عن الحرب - الخمينية الصدامية - وماتلاها من دمار وتدمير اضر بنسيج وقيم الشعب العراقي على وجه الخصوص ، ونحن لو رجعنا الى الوراء قليلا لوجدنا ان الطرفين من قيادة البلدين كانو دعاة حرب وفتنة ، كانوا قيادات فاسدة دمرت كل البنى التحتية للبلدين الجارين وقضت على أحلامهم في العيش الحر الكريم ..
نقول هذا : ونحن نستذكر الإيام السود حين استرجعت إيران مدينة خرمشهر من يد القوات العراقية في سنة 1982 ، حينها اشار على الخميني واحد من عقلاء ايران مخاطباً إياه في رسالة مطوله يقول له فيها بأن يقبل بمبدأ - وقف اطلاق النار أولاً - والتحاور على الأشياء المختلف فيها ، وإعتماد منطق الحوار والمفاوضات طريقاً للتعايش وإسترداد الحقوق - جاء هذا الكلام من قبل : - آية الله الشيخ نعمت الله صالحي نجف آبادي رضوان الله تعالى عليه - لكن الخميني كعادته !! رفض وبشدة هذا المبدأ !! وماجاء في الرساله ، وقالها علانية : - ان لاصلح مع الكفار - والكفار في كلامه هنا هم أهل العراق ، الذين لا يجوز الصلح والسلام معهم ، وطبعاً هذالكلام إن إخذناه في سياقه الموضوعي وبحسب المصطلح الفقهي هو فتوى أو حكم بإعتباره كان ولياً للأمر !!! .
وإذا كان ذلك كذلك : فيجب بناءاً على هذه الفتوى أو هذ الحكم : - ان تدفع إيران للعراق تعويضات الحرب لأنها هي المصرة عليها وعلى أستمرارها - هذا بحسب الشرع والقانون فهي أي إيران من يتحمل مسؤولية إطالة أمد الحرب ، ومالحق بها من أضرار وكواراث وموت ودمار وضحايا ، إيران هذا الجار المسلم جداً !!! كانت دائماً في عناد وعنجهية فارغة ، مع إن شعوب العالم كله قد طالبها بوقف الحرب والإستماع إلى منطق السلام وإعتماد الحوار والتفاوض في حل الخلاف والمشاكل بين الدول ، شاركت الهيئة الأممية في ذلك ومؤتمر عدم الإنحياز ومنظمة العالم الإسلامي وشخصيات إسلامية بارزة ، ولكنها كانت تعتبر الحرب إلهية مقدسة !!! لذلك يجب ان تدوم وتدوم وتدوم إلى ماشاء الله !!!!! حتى ينقرض أخر فرد عراقي ، كان هذا هو المبدأ السائد ، واليوم تعد إيران غزوها على العراق إسترداد لحقوقها في الحرب ،!!! إيران هذه هي أسوء مثل في التاريخ يمكنه الحديث عن الحقوق والواجبات ، ولو صدقت في دعواها هذه لكان واجب عليها حقاً إحترام رأي شعبها في الإنتخابات الأخيرة حين أراد التغيير والإصلاح ..
العراق اليوم يعاني من مشكلات الإحتلال الأمريكي ، ومن مشكلات الإحتلال الإيراني الأسوء ، ومن تخلف القوى السياسية السائدة ، لكن أملنا لازال موجود في إرادة شعبنا وفي قوآه الخيره ، في ان يعود من جديد ليسترد حقوقه المغتصبة ، فالحق لن يضيع مادام هناك من يطالب ، مهما طال الزمان وتكاثر الأعداء .