إن المسافة إلى الله هي أقصر من أن نقطعها بحواسنا، وأبعد من أن نبلغها بأفكارنا. وبما أن الفلسفة هي فن الالتفاف على كثافة الأشياء للنفوذ إلى الماهيات، فإن فهم الذات كان دائمًا حكرًا على الفلاسفة والأنبياء. وجدلية العلاقة بين الطرفين تكمن في أنه لا يمكن إدراك فكرة أحدهما، من دون المرور إليها عبر فكرة الآخر. فما جدوى الفلسفة إذا لم تبحث في الماهية، وكيف لنا، ونحن لسنا بأنبياء، أن نفهم ماهية الدين والذات الإلهية بعيدًا عن الفلسفة؟!
تتمة موضوع "حصان الفلسفة أم عربة الدين؟ ــــــــ أحمد دلول "