تقسيم العراق (واقعيا) أحد الحلول المفترضة للخروج الاميركي السليم
مصادر اميركية : تجربة (الانبار) مقدمة لاستكمال تقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم بحكومة مركزية ضعيفة
كشفت مصادر اعلامية اميركية عن تطبيق خطة "تقسيم واقعي للعراق الى مناطق اثنية وطائفية ، فيما ما زالت بغداد وما يحيط بها ،مثال نقاشات حول اسلوب ادارتها .
وقالت هذه المصادر"استلزم السعي السياسي في اروقة العاصمة واشنطن لستة اشهر ، للتوصل الى حقيقة بان شيئا مهما كان يحدث في اقليم الانبار العراقي،حينما غير المتمردون السنة رأيهم وانقلبوا على القاعدة واشتركوا في المجهود الاميركي والحكومة العراقية بمحاربتها ".
وتقول الواشنطن بوست انه لم يكن من الدهشة ان واشنطن لم تمسك بعد حقيقة الواقع المقبل " العراق يتم تقسسيمه "ومثل كل شيء اخر في العراق اليوم ، انه يتم من القاعدة فصعودا ، وترى ان التقسيم سيكون :
الاقليم السني :
تقول الوشنطن بوست ان جوهر الصفقة الاميركية مع عشائر الانبار وتلك التي في ديالى وصلاح الدين وفي اماكن اخرى هو " اقطعوا التمرد واقضوا على القاعدة وسنساعدكم في تسليحكم واقامة الشرطة منكم ، ونريد ان تكون لكم علاقات مع حكومة المالكي ولكننا لن ننتظر على بغداد" .
الشيعة في الجنوب :
الانسحاب البريطاني في هذا الاسبوع من البصرة ، متراجعين الى القاعدة الجوية وبشكل جوهري ترك الجنوب الشيعي مستجيبا لاهدافه الذاتية –يعني الهيمنة للميليشيات الشيعية التي تتقاتل الان على السيطرة .
الاكراد شمالا :
كردستان مستقلة في كل شيء ولكن بالاسم خلال عقد ونصف .
اما بغداد ومايحيط بها الان فلم يتم الى الان تعريفها .بالرغم من ان بعض التطهير العرقي ، فان مستقبل العاصمة غير اكيد وهي في اغلبيتها شيعية ولكن مع رقع كاملة من الاحياء السنية . وقد هدفت زيادة القوات الاميركية الى العمل على استقرار المدينة مع ، ومرة اخرى ، الاستقلال والشرطة المحلية . والحكم اللامركزي راديكاليا هو ان التقسيم في مرحلة الجنيين . وهو بلا جدال نهائي ولكن الخطوط العريضة هناك.
ويرجح محللو الاخبار في " الملف برس" ان تسريب مثل هذه المعلومات في صحيفة الواشنطن بوست وقبل الاعلان عن تقرير بيتريوس - كروكر، لتقييم ستراتيجية الاندفاع الاميركية في العراق، دلالة على انتقال دعوات بعض اعضاء مجلس الشيوخ وافكار مراكز الابحاث الى طاولة التطبيق في الادارة الاميركية.
وكانت وكالة الملف برس قد نشرت ملفا خاصا حول هذا الموضوع قبل ايام على الرابط http://almalafpress.net/?d=136&id=41050"
وحين تجد جهات اميركية متعارضة في المصالح متفقة في الافكار بان الحل الافتراضي للخروج الاميركي من العراق، يكون بتقسيمه الى ثلاثة كيانات شبه مستقلة، فان الحقيقة التي ما زالت تقف حجر عثرة امام التطبيق المباشر والعلني لهذه الافكار، بقاء قوانين مهمة مثل قانون النفط والغاز وقانون انتخابات المحافظات ، عوائق حقيقة ، للانتقال من حالة الفوضى الخلاقة التي ابتدعها المحافطون الجدد لفترة ما بعد الغزو الاميركي للعراق، الى مرحلة الاستثمار الاستراتيجي الفعال للوجود الاميركي في العراق على هامش حكومة ضيفة واتفاقات اميركية مع الاقاليم الثلاثة .
ومن الانتقادات التي توجه تطبيق هذه الخطة في واشنطن ، صدى الشيعة الطائفيين في بغداد ، يشتكون من ان جزء اساسيا من هذه الاستراتيجية " حل ال 20 % " يسمح للمتمردين السابقين من السنة لتنظيم وتسليح انفسهم " هو فقط تحضير العراق للحرب الاهلية الكبرى .
ولكن هذا يفترض بان الحكومة الشيعية في بغداد سوف تحرك جيشها الى اقليم الانبار الكبير حيث لاشيعة ولانفط فيه ، ولكن لماذ ؟ ، تتساءل الواشنطن بوست ، وتجيب " يبدو انه من البعيد احتمال بان الانبار المتسلحة جيدا والمحكومة ذاتيا سوف تخلق توازنا في القوى والذي سيشجع على عدم تداخل العلاقات مع الحكومة المركزية" .
واذ يحقق التقسيم الفوائد ، فان الحكومة المركزية سوف تكون بالضرورة ضعيفة جدا . وقد تكون امتداداتها حول بغداد بالكاد وتصبح الاقليم الرابع بحكم الامر الواقع بسكان سنة وشيعة مختلطين ، وبالرغم من ان الادارة الاميركية كما تقول الواشنطن بوست تحتاج الى نوع من الحكومة المركزية ، فان الدولة العراقية قد تكون هيكلا ولكن ضروري لان التقسيم التعاهدي الى دول منفصلة سوف يدعو الى التدخلات العسكرية من قبل دول الجوار – تركيا وايران والعربية السعودية وسورية .
ولكن الواشنطن بوست تستطرد بالقول ان عراقا مقسما ضعيفا ليس الحصيلة الافضل ، فالولايات المتحدة كانت تأمل الى المزيد ، لان الاهداف الاساسية الاميركية كانت تركز على الديمقراطية والوحدة بعد حقبة صدام حسين .ولكن تلك الاهداف انقلبت لكي تكون بعيدة كثيرا . وتقول الواشنطن بوست لقد حاولنا اعطاء العراقيين ، جمهورية ،ولكن غياب الهوية الوطنية ومع سلوكية الشك والمناورات المتطورة خلال عقود تحت حكم صدام حسين الشمولي . وكل تلك المشاكل تفاقمت بعد الغزو الاميركي .
والاخطاء الاستراتيجية ( واهمها تحاشي التدخل الكبير ، وعدم القيام بالقمع بشكل مبكر ضد النهب ،وترك مقتدى الصدر يهرب بحياته في شهر اب 2004 ) وبسبب تفجيرات القاعدة البربرية التي صممت خصيصا لاشعال الصراع الطائفي .
وايا تكن الاسباب من وجهة نظر الصحيفة الاميركية ، فان الولايات المتحدة يجب ان تبحث الان ، عن الحصيلة الثانية الافضل، المتمثلة بالديمقراطية والعراق الموحد، التي قد تظهر في يوم من الايام ، وقد تكون المصالحة بين القواعد في المحافظات هذه الايام، تترجم في مشروع المصالحة الوطنية الواسعة النطاق في الغد القريب .
وهي ممكنة ولكن مع شكوك كبيرة . والذي يبدو بعيدا اكثر بشكل اكثر تاكيدا هو الذي نحصل عليه : التقسيم على الارض .
وتشير الواشنطن بوست ان جو بيدن وبيتر ولسلي غليب والعديد من الاكاديميين والسياسيين ، قد طالبوا منذ فترة طويلة بتقسيم العراق ، ولكن المشكلة كما تقول الواشنطن بوست هي في كيفية تحقيق ذلك . والتقسيم الكامل من الاسفل من خلال بعض الترتيبات الدستورية المقرة في خطوطها الاولى هي متورمة ولكن كيف سيمكن فرض ذلك ولكن اكثر من ذلك هي الاحلام الدستورية الاخرى والتي كان من المفترض ان تتحقق بشأن العراق ؟
وتقول الواشنطن بوست ان مايحدث اليوم ليس رسم خط جغرافي ، على النمط الكولونيالي ،وليس لدينا السيدان سايكس وبيكو جالسين امام خريطة وادي الرافدين في الحرب العالمية الاولى ويمارسون التقطيع ، والخطوط اليوم تم رسمها اليوم بشكل اساسي بالهوية الطائفية الذاتية والعشائر . الامر الذي يجعل الترتيبات الجديدة اكثر احتمالا لكي تستمر ، وهذه ليست الحصيلة الافضل ، كما تقول الواشنطن بوست ، ولكن افضل الى حد بعيد من الوحشية ومخاطر الدكتاتورية التي اسقطناها . وهي افضل بشكل مطلق من ما سيتبع اذا استسلمنا في قرارنا "لزيادة القوات والانسحاب "والسماح لتقسيم العراق ان يكون الحل الى الفوضى.