«ام المعارك» في حلب واسرار عن العمليات العسكرية وتقدم الجيش السوري
اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خبر الصدمة والمفاجأة عندما كشف بأن الرئيس السوري بشار الأسد ابلغه انه مستعد للحوار مع بعض قوات المعارضة المسلحة ، حسبما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وجاء تصريح بوتين بعد 48 ساعة من زيارة مفاجئة قام بها الأسد لموسكو.
وقال بوتين، في كلمة خلال اجتماع مع شخصيات أجنبية في مدينة سوتشي الروسية، إنه يجب على القيادة السورية أن تقيم اتصالات مع قوات المعارضة المستعدة للحوار. وقال إن الرئيس بشار الأسد مستعد لهذا الحوار.
وعبر بوتين عن اعتقاده بأن جزء من أسباب الأزمة السورية هو «المشكلات السياسية الداخلية».
وكان الرئيس الروسي قد اتصل بالعاهل السعودي الملك سلمان والرئيس التركي رجب طيب إردوغان عقب زيارة الأسد.
ولم تعلن موسكو حينها أسباب زيارة الأسد لكنها قالت إن المباحثات تناولت العملية العسكرية المشتركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
غير أن بوتين كشف الخميس إن الأسد أبلغه بأنه سوف ينظر بإيجابية لو كانت قوات المعارضة عموما مستعدة للمساعدة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الضربات الجوية الروسية في سوريا قضت على القدرات القتالية للجماعات الإرهابية في البلاد.
ام المعارك
تجري اعنف المعارك حالياً في مدينة حلب الذي يحاول النظام السيطرة عليها واقتلاع القوات التكفيرية الارهابية منها، مع العلم ان المعركة ستكون شرسة جداً وواسعة لان حلب مدينة كبرى يصل عدد سكانها الى 5 ملايين مع ريفها ومحيطها، المعارضة تسيطر على اكثرية المدينة باستثناء منطقة المخابرات الجوية والمدرسة الصناعية والطريق التي توصل حلب بالخارج حيث امنت للجيش العربي السوري والمخابرات الجوية السلاح والعتاد والطعام.
ويسيطر على ريف حلب تنظيم داعش لكن تنظيماً كردياً هاجم ريف حلب واحتل عدة قرى ومنها بلدة اعزاز وهذا ما اعطى قوة للجيش العربي السوري مع نخبة حزب الله مع 9 الالف جندي ايراني قوة كبيرة للهجوم على المدينة، ويقوم الطيران الروسي بقصف مراكز المعارضة بوتيرة عالية ويصيب اهدافه ويستعمل سوخوي 34 التي تحمل قنابل ثقيلة الوزن وصواريخ موجهة بالليزر وهي تصيب اهدافها وتدمر مخازن الاسلحة للمعارضة التكفيرية ولتحصيناتها، لكن المشكلة في حلب هي ان التكفيريين الارهابيين اقاموا خنادق وانفاق تحت الارض تمتد تحت حلب من القلعة الى الساحة الرئيسية الى مناطق المعارضة ويصعب على الطيران ضربها الا انه يضرب كل المراكز التي فيها مخازن اسلحة وتجمع للمعارضة التكفيرية.
الجيش العربي السوري ونخبة حزب الله والقوى الايرانية يستعملون حوالى 400 دبابة في الهجوم على حلب مع دعم جوي من الطائرات الروسية وقصف مدفعي بحوالى 500 مدفع يقصفون حلب ليل نهار للسيطرة عليها الا ان المفاجئة كانت ان الطيران الاميركي قصف مراكز قريبة من الجيش السوري وقصف محطة الكهرباء ولم يعرف سبب العمل العسكري الاميركي.
ويقود التكفيريون الارهابيون معركتهم النهائية في حلب وهم منظمة داعش وجبهة النصرة واحرار الشام وجيش الفتح وجيش الاسلام وتجري المعركة على جبهة دائرتها تصل الى 70 كلم وهي دائرة مدينة حلب كلها، وإزاء ذلك حذرت تركيا ان معركة حلب ستجعل 70 الف لاجئ يأتي اليها في الوقت التي تقوم فيه تركيا بتموين المعارضة التكفيرية بصواريخ التاو الاميركية الصنع ويستعمل حزب الله والجيش السوري والايرني صاروخ كورنت اس المضاد للاليات والفعال جداً.
توالت دعوات مسلحي المعارضة السورية، إلى حشد الدعم بين فصائلها، لوقف هجوم قوات الجيش السوري على حلب بعد تمكن الجيش السوري من السيطرة على مدينة السفيرة، وقاعدة اللواء 80، وطرق استراتيجية أخرى.
واشتدت حدة القصف على المدينة التي تسيطر المعارضة على أجزاء منها.
وكانت القوات الحكومية أحرزت تقدما في ريف دمشق، وسيطرت الأربعاء على ضاحية الحجيرة جنوبي العاصمة بمساندة من حزب الله اللبناني.
من جهة اخرى، واصل الجيش السوري تقدمه على كافة المحاور وسجل خلال الساعات الماضية سيطرة الجيش السوري على قرية دكدانه التي تبعد عن مطار كويرس العسكري في ريف حلب قرابة 8 كلم فقط، كما فرض سيطرته على قرية الايوبية في ريف حلب الجنوبي.
كما اعلن الجيش السوري توسيع سيطرته في ريف اللاذقية على اتجاهات جب الاحمر وناحية سلمى ومحيطها والقضاء على عدد كبير من الارهابيين، علما ان بلدة سلمى تبعد عن الحدود التركية 13 كلم وتعتبر المعقل الاساسي للارهابيين في المنطقة، كما تقدم الجيش السوري، وسيطر على منطقة الحجيل في حرستا واخترق الخطوط الدفاعية للارهابيين في بلدة توله بالغوطة الشرقية، كما واصل تقدمه في بلدة تيرحمله في ريف حمص الشرقي واحكم سيطرته على كامل حارة البدو شرقي البلدة.
كما عادت المعارك في سهل الغاب التابع لمحافظة حماة السورية إلى الواجهة من جديد نظرا لأهميته الكبيرة ووقوعه بين محافظتي اللاذقية وإدلب. وقد دخل الجيش قرية المنصورة الاستراتيجية وسط السهل والتي تفتح الطريق باتجاه جبل الزاوية وصولا إلى جسر الشغور.
إلى الشمال من حماه سيطر الجيش السوري على قرية بلاس جنوب حلب وقرية الجديدة جنوب التل سبعين في مسعى لفك الحصار عن مطار كويرس.
وفي ظل انطلاق عملية واسعة في ريف اللاذقية الشرقي باتجاه قلعة كفر دلبة وتلة خزان وعين السامور.
واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الإرهابيين كانوا سيكتسبون صفة رسمية في حال سقطت دمشق أو بغداد مؤكدا أن العملية الروسية تأتي من أجل إحلال السلام.
المواقف السياسية
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الهدف الوحيد من العملية العسكرية التي تقودها موسكو في سوريا هو إحلال السلام هناك.
وأعرب بوتين عن قناعته بأن ممارسات العسكريين الروس ستؤثر إيجابيا على الأوضاع في سوريا وستساعد على إقامة ظروف للتسوية السياسية فيها.
هذا وأشار الرئيس الروسي إلى أنه على السوريين أن يقرروا مصيرهم ليس تحت ضغوط، وإنما بتأييد المجتمع الدولي، لافتا إلى ضرورة ترسيخ المؤسسات الحكومية في مناطق النزاعات.
وفي سياق متصل، اعتبر الرئيس الروسي أن محاولات إعادة تشكيل الشرق الأوسط بشكل صارم أصبحت قنبلة أدت إلى حدوث انفجار. وقال الرئيس الروسي بوتين بأن تقسيم الإرهابيين إلى «المعتدلين» و«غير المعتدلين» أمر غير صحيح لأن جميعهم أعداء الحضارة البشرية.
وقال بوتين: «أود أن أفهم ما هو الفرق؟ لعله يتمثل، بحسب بعض الخبراء، في أن المجرمين «المعتدلين» يقومون بقطع رؤوس ضحاياهم بأعداد معتدلة أو بطريقة رقيقة؟»
وشدد بوتين على ضرورة أن يفهم المجتمع الدولي أنه يعامل هنا «عدو الحضارة والبشرية والثقافة العالمية».
كما قال بوتين إن الولايات المتحدة تخدع روسيا والعالم بأسره بحديثها عن التهديد النووي الإيراني. وحسب رأي بوتين، فإن الأمر لا يكمن في تهديد نووي خيالي لم يوجد أبدا وإنما في محاولة تدمير التوازن الاستراتيجي وتغيير توازن القوى لصالح واشنطن من أجل «ليس التغلب فحسب وإنما الحصول على الإمكانية لإملاء إرادتها على الجميع، سواء كانوا منافسيها الجيوسياسيين أو، برأيي، حلفائها».
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف إن موسكو لا ترى أي منطق في استبعاد إيران من جهود حل الأزمة في سوريا.
ودعا لافروف إلى إشراك دولة الإمارات ومصر والأردن وقطر، إضافة إلى إيران في أية محادثات خاصة بالأزمة السورية.
الى ذلك، رحب ستيفان دي ميستورا، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، بمناقشة الرئيسين الروسي والسوري لمسألة أيجاد حل سياسي في سوريا، في اللقاء الذي جمعهما في موسكو، وان «المبعوث الخاص يرحب بأي جهد في هذا الاتجاه، وهو على قناعة تامة بأن مسألة التسوية السياسية تمت مناقشتها خلال مباحثات بوتين - الأسد في موسكو».
هذا مع العلم ان واشنطن اشارت الى ان روسيا تحاول تقويض الحل السياسي في سوريا من خلال دعم الاسد.
كما سجل موقف لافت لبوتين بعد اعلان مجلس الامن القومي قرار إجراء تعديلات على استراتيجية الأمن القومي للبلاد من أجل ضمان استمرارية سياسة الدولة في هذا المجال.
وأوضحت الدائرة الصحفية للمجلس أن لجنة التخطيط الاستراتيجي التابعة له عقدت اجتماعا لبحث مشروع الاستراتيجية المعدلة، إذ استبعد المشاركون في الاجتماع، انعزال الدولة عن العالم الخارجي، وأكدوا أن السياسة الخارجية النشطة وتعزيز التعاون مع الدول الأخرى، وجذب الاستثمارات الأجنبية والتقنيات، يجب أن تأتي إضافة إلى الجهود الذاتية لتحديث الاقتصاد وتعزيز الأمن القومي للاتحاد الروسي.
الى ذلك حقق مستوى رضى المواطنين الروس عن عمل رئيسهم فلاديمير بوتين رقما قياسيا جديدا في تشرين الأول الجاري بنسبة 89.9%.
وقال بيان للمركز الوطني الروسي لقياس الرأي العام إن «المؤشر جدد المستوى الأقصى المسجل في حزيران عام 2015 (بمتوسط شهري بلغ 89.1%)».
الجيش السوري يبدأ هجوما على الجب الاحمر
وسلمى الاستراتيجية شمال اللاذقية
قالت مصادر ميدانية إن الجيش السوري والقوات الرديفة له بدأت هجوما من عدة محاور على الجيب المطل على سهل الغاب شمالي محافظة اللاذقية.
وقالت المصادر إن المحاور هي جب الأحمر ، كتف الغنمة ، كتف الغدر، مغيرية، قلعة ترتياح، ضاحية سلمى، تلة كفردلبة، مضيفة أن العملية سبقتها غارات للطيران وقصف مدفعي مكثف.
عن صحيفة الديار