الطيران الروسي يقصف مناطق في درعا للمرة الاولى
تستضيف فيينا اليوم اجتماعا دوليا حول الازمة السورية ويجلس وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف وجها لوجه مع وزير خارجية السعودية عادل الجبير للمرة الاولى منذ بدء الخلاف الايراني - السعودي حول الازمة السورية وتصاعد الخلاف بين الدولتين بعد حرب اليمن.
ورغم الاعتراض السعودي على دعوة ايران فان وزير خارجية واشنطن وجه الدعوة لايران لحضور الاجتماع وتجاوب مع المسعى الروسي بحضور ايران ومصر. كما وجهت واشنطن الدعوات لكل من العراق والاردن ولبنان.
وسبق الاجتماع الموسع اليوم لقاء رباعي مساء امس حضره وزراء خارجية واشنطن وموسكو والسعودية وتركيا.
الاجتماعات في فيينا بدأت بالتوازي مع قيام الطائرات الروسية بشن المزيد من الغارات على مواقع المسلحين، واللافت ان قصف الطيران الروسي طال محافظة درعا امس للمرة الاولى ومناطق في القنيطرة فيما اعلن الجيش السوري عن سيطرته على بعض القرى في ريفي حلب وحمص.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري اعتبر أن المحادثات الدولية حول الأزمة السورية التي ستعقد في فيينا لن تؤدي إلى حل سياسي فوري، لكنها قد تكون أفضل فرصة لإنقاذ سوريا من «الجحيم»، بحسب تعبيره.
السعودية استبقت الاجتماع بالتجديد على موقفها الثابت من الأزمة السورية، معتبرة أن البحث في موعد محدد لرحيل الأسد سيكون بنداً أساسياً في الاجتماع، الذي يختبر مدى جدية إيران وروسيا حول الحل في سوريا.
التفاؤل الأميركي بأن تحمل مباحثات جنيف مفتاح الحل السياسي في سوريا لم يخلُ من التشكيك بالرغبة الإيرانية للوصول إلى مثل هذا الحل.
الموقف الفرنسي الرافض لاستمرار وجود الأسد في السلطة كان واضحاً من خلال تصريحات لوران فابيوس، الذي أعلن صراحة أن فرنسا والحلفاء الغربيين والعرب يريدون أن يبحثوا خلال محادثات فيينا جدولاً زمنياً محدداً لرحيل الأسد.
وأوضح فابيوس أن البدء بعملية سياسية يجب أن يكون مصحوباً بتغيرات ملموسة على الأرض، تخدم مصلحة الشعب السوري.
وقالت السعودية إنها ستواصل زيادة الدعم المخصص للمعارضة المسلحة السورية بالرغم من المساعي الدبلوماسية المكثفة التي تجري في فيينا في محاولة لإيجاد حل للأزمة السورية.
وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في مقابلة مع بي بي سي إن من الأهمية تغيير ميزان القوى على الأرض لضمان رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، سواء عن طريق حل سياسي أو عن طريق القوة. وردت الحكومة السورية على هذا الكلام قائلة إن «السعودية غير مؤهلة للاضطلاع بدور بناء في المحادثات لأنها تسفك دماء المسلمين في سوريا والعراق واليمن».
في مجال آخر، أوضحت روسيا أنها تعارض مشروع قرار للأمم المتحدة بشأن استخدام سوريا للبراميل المتفجرة الذي تروج له فرنسا وبريطانيا وإسبانيا لأنه قد يقوض المحادثات الدولية المقبلة بشان كيفية إحلال السلام في سوريا التي يعصف بها الصراع.
وقال السفير البريطاني في الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت إن مشروع القرار جرى توزيعه على بعض أعضاء مجلس الأمن على أن يحصل عليه الأعضاء الباقون «في الأيام المقبلة».
كان السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر قد قال الأسبوع الماضي إن القنابل ليست أسلحة دفاعية وإنها «أسلحة إرهاب».
من جهة اخرى، أكدت موسكو أنها تجري اتصالات «شبه يومية» مع ممثلي المعارضة السورية بما في ذلك «الجيش الحر»، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع مختلف أطياف المعارضة في موسكو وباريس وإسطنبول.
وأكد الدبلوماسي الروسي أنه عقد لقاءات مع ممثلي «الجيش السوري الحر» في موسكو وباريس والقاهرة، موضحا: «إنني التقيت كثيرين قالوا إنهم يمثلون «الجيش السوري الحر». واجتمعت مع بعضهم في القاهرة، فيما قام آخرون بزيارات إلى موسكو. ويقول جميعهم إنهم يمثلون «الجيش السوري الحر» ويؤكدون أنه ليس لهذا الجيش قيادة موحدة أو قائد واحد، كما لا توجد أية هيئة أركان تابعة له».
الى ذلك كشفت وزارة الخارجية الروسية، الخميس، أن تنظيم «داعش» حصل على تكنولوجيا إنتاج الأسلحة الكيميائية، مؤكدةً أن التنظيم استخدم الاسلحة الكيميائية في العراق وسوريا.
وقال رئيس دائرة وزارة الخارجية الروسية لشؤون حظر انتشار الاسلحة والرقابة عنها ميخائيل أوليانوف في تصريح نقله موقع «روسيا اليوم»، «لم يعد يقتصر الأمر على حالات استخدام تنظيم الدولة الإسلامية الكلور في عملياته القتالية، التي تكال الاتهامات بها عادة لدمشق دون توفر أي أدلة على ذلك حتى الآن.
الوضع العسكري
يواصل الجيش السوري عمليات تمشيط المناطق التي سيطر عليها على طول طريق السلمية - أثريا وتأمينه لعدة عدة نقاط في بلدة أثريا الواقعة على طريق حلب، مشيراً الى أن وصول التعزيزات العسكرية الى المنطقة ما زال مستمراً لاستكمال التقدم باتجاه خناصر تحت غطاء سلاح الجو الذي ينفذ غارات يستهدف فيها تحركات عناصر تنظيم «داعش» وتجمعاتهم.
وأفيد ان مدفعية وطيران الجيش السوري يقصفان عدة اهداف لـ«جيش الاسلام» في دوما بريف دمشق معقل التنظيم واستهدف ايضا مواقع للمجموعات المسلحة في جوبر وزملكا بعدة ضربات من العيار الثقيل، كما ،استهدف مواقع المجموعات المسلحة في عين ترما بصواريخ أرض أرض.
قصفت الطائرات الروسية أهدافا في محافظة درعا السورية الجنوبية لأول مرة موسعة نطاق حملتها الجوية، بحسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكد المرصد أن الغارات الجوية على مناطق تل عنتر، والحارة، كفر نساج، وعقربة، هي أقصى مناطق جنوبا تقصفها الطائرات الروسية خلال شهر تقريبا من بدء غاراتها الداعمة للرئيس السوري بشار الأسد. ولم يشر المرصد إلى تفاصيل أي إصابات، أو أضرار بسبب الغارات. وتبعد تلك المناطق نحو 20 كيلومترا من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وقال بشار الزعبي، رئيس المكتب السياسي لجيش اليرموك، الذي يعمل في منطقة درعا، «هي في الغالب طائرات روسية».
وأضاف في حديثه مع وكالة رويترز للأنباء أن القوات الجوية السورية لا تشن طائراتها غارات ليلية. ويسيطر على المناطق المستهدفة جماعات من المعارضة من بينها مسلحون إسلاميون، ومعتدلون، وجبهة النصرة، الموالية لتنظيم القاعدة.
ولا تزال الاشتباكات بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية مستمرة، غير أن محافظة درعا لم تشهد شيئا شبيها بتلك العمليات العسكرية البرية التي تشنها قوات الحكومة مدعومة بغارات الطائرات الروسية في المناطق الأخرى من سوريا، منذ بدء الحملة الروسية في 30 أيلول. ويقع معظم مناطق المحافظة - التي تتاخم الأردن - تحت سيطرة المعارضة، وإن كانت الحكومة لا تزال تسيطر على عاصمتها.
داعش يعدم 200 من عناصره
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قيادي سوري منشق عن تنظيم داعش القول إن التنظيم أعدم أكثر من مئتين من عناصره من الشيشان ومن جنسيات وسط آسيوية منذ نحو ثلاثة أشهر.
عن صحيفة الديار