لافروف : مستعدون لتقديم دعم جوي للجيش السوري الحر ضد «داعش»
يحشد الجيش السوري وحزب الله والقوات الايرانية قواتهم ليقاتلوا في حلب المنقسمة بالسيطرة بين الجيش السوري والمعارضة التكفيرية الارهابية، وقد حقق النظام خطوات هامة في حلب، الا انه قبل ان يحقق نصرا بفعل القتال البري وقصف الطيران الروسي، اتصل امس الرئيس اردوعان ببوتين ليبلغه قلقه من معركة حلب وانها ستؤدي الى هجرة 100 الف مواطن سوري الى تركيا اضافة الى ان حلب اساسية في سوريا، ولا يمكن السكوت على سيطرة الأسد عليها.
وقد كان موقف بوتين جازما بان المعارضة تقاتل في كل مكان وتحاول السيطرة على مراكز النظام، ومن الطبيعي حصول معارك في حلب او غيرها الا انه وعد اردوغان بعدم قصف المدنيين كي لا يحصل هجرة اللاجئين الى تركيا.
ففي حلب سر للمعركة وهو ان جيش النظام استطاع السيطرة على النفق الرئيسي الذي امتد من قلعة صلاح الدين الى وسط المدينة، بعد ان كان التكفيريين والارهابيين يسيطرون على الانفاق ويضربون النظام ولا تستطيع الطائرات النيل منهم لانهم تحت الأنفاق.
لكن الاقتحام التي نفذه النخبة في حزب الله والقوات الايرانية جعلت الأنفاق تحت سيطرة النظام وهذا هو السر الأساسي في معركة حلب لأنه منذ سنتين والتكفيريون يحفرون الانفاق تحت حلب الى ان استطاع الجيش السوري مع الحزب والقوات الايرانية، وخاصة الحزب الذي ساهم في السيطرة على الأنفاق ونسفها وتدميرها ويجعل التكفيريون يخسرون كثيرا في هذه المعارك.
لذلك، تركيا قامت بدعم التكفيريين والارهابيين كي لا يسيطر النظام على حلب لكن اردوغان مع بوتين لم يصل الى نتيجة، ويبدو ان تركيا تتدخل مباشرة في حلب ولا تريد ان يربح الاسد فيها لانه اذا ربح يعني خسارة للتكفيريين والمعارضة. ويقال ان الرئيس التركي ابلغ بوتين انه سيسلح التكفيريين من قبل تركيا من جميع الاسلحة ليصمدوا بوجه الجيش السوري وحزب الله وان تدخل ايران هو خط احمر اضافة الى تدخل حزب الله في معارك حلب.
هل يستطيع اردوغان منع سقوط حلب وهل يستطيع ايقاف الضربات الجوية الروسية العنفية التي لم تتوقف.
الجواب هو ان النظام سيقاتل وان الأسد اتخذ قراراه بشان حلب مع الحزب وايران لكن هناك صعوبات ميدانية كبيرة تجعل من معركة حلب ام المعارك.
ريف حمص يشتعل بالنار
الى ذلك، اشتعل ريف حمص بالنار وخاصة ريف حمص الشمالي وتسيطر المعارضة على مدينة الرستن وتلبيسة وعلى الريف الشمالي لحمص فيما قوات النظام تشق طريقها في معركة ضد الارهابيين والتكفيريين لاسترجاع ريف حمص الذي هو نقطة استراتيجية تشرف على طريق حمص حماه وحمص حلب ولقد قام الطيران الروسي بأكثر من 46 غارة جوية استعمل فيها القنابل الثقيلة والصواريخ باللايزر وضرب مواقع التكفيريين والارهابيين إلا أنه بريا لم يحصل تغييرا في الواقع وبقيت الجبهات على حالها والجيش العربي السوري يحاول أن يشق طريقه لاستعادة مدينة الرستن المليئة بعناصر داعش هي وتلبيسة.
عناصر داعش زرعوا العبوات والالغام بشكل كثيف لا يسمح بمرور آليات وتحصنوا تحت تحصينات من الباطون المسلح ووضعوا مدافعهم فيها وهم يقصفون ضد الجيش العربي السوري فيما الطيران الروسي يقول أنه يلزمه 5 أيام ليستطيع تدمير تحصينات مدينة الرستن ودون الحديث عن مدينة تلبيسة ودون الحديث عن ريف حمص الشمالي وتقع معركة مستمرة ضد التكفيريين والارهابيين لكن تحتاج المعركة إلى قصف أشد من القصف الجوي الروسي لأن التحصينات كثيرة وعناصر داعش منتشرة على كل المرتفعات وزرعت العبوات والالغام بطريق الاليات والافراد وما لم يقم الطيران الروسي بحوالى 150 غارة جوية على ريف حمص يومياً فإنه يصعب السيطرة على هذا الريف الذي سيطر عليه التكفيريون منذ عامين ونصف.
فإن روسيا حالياً لا تعمل إلا بأربعين طائرة وتستعمل أربعين طائرة لكل الاراضي السورية فيما تحتاج المعركة لحوالى 200 طائرة للقصف الجوي كي تقوم كل طائرة بثلاث غارات يومياً مثل العادة الحربية وهكذا يمكن القضاء على الارهابيين والتكفيريين والا معركة ريف حمص ستبقى مشتعلة بالنار فترة طويلة.
روسيا ارسلت وحدات من العمليات الخاصة
الى ذلك، نقلت صحيفة «الوول ستريت جورنال» عن مسؤولين روسا وغربيين ان موسكو أرسلت قوات من العمليات الخاصة إلى سوريا خلال الأسابيع الأخيرة، مع تحويل الكرملين جهوده لدعم الرئيس السوري بشار الاسد.
ونسبت الى مسؤول في وزارة الدفاع الروسية إنه تم سحب القوات الخاصة من أوكرانيا لإرسالها إلى سوريا.
وصرح أحد المسؤولين الغربيين الكبار بأن فرقة من القوات الخاصة الروسية نقلت من أوكرانيا الى سوريا، وأن احدى مهماتها توفير التنسيق بين القوات السورية والطائرات الروسية التي تنفذ ضربات جوية، مشيرا إلى أن الروس يعملون بصورة وثيقة مع وحدات الجيش السوري.
وقد رفضت وزارة الدفاع الروسية التعليق، مكتفية بأن بعضا من الخبراء العسكريين يقدمون المشورة والتدريب لقوات الجيش السوري على المعدات العسكرية الروسية الصنع.
وقال مسؤول في الوزارة أن من بين القوات التي أرسلت إلى سوريا «وحدة زاسلون»، وهي المدربة على حماية المنشآت الديبلوماسية والأفراد العاملين فيها.
وأضاف أن هناك أيضا أكثر من عشرين ضابطا من الاستخبارات العسكرية الروس على الأرض للاتصال بالاستخبارات العسكرية السورية.
ونقلت الصحيفة عن روبرت لي الباحث الزائر في مركز أبحاث الصناعات الدفاعية فى موسكو أن وجود قوات برية روسية فى سوريا يمكن أن يزيد دقة الضربات الجوية.
لافروف ودعم الجيش السوري الحر
الى ذلك قامت موسكو بإصدار موقف خطير ومفاجئ عندما صرحت أنها مستعدة لدعم الجيش السوري الحر بالطيران والقصف الجوي ضد التنظيمات التكفيرية التي تشن غارات عليه وتقاتله وأن روسيا جاهزة لدعم الجيش السوري بكل ما يحتاج إليه معتبرة أن الجيش السوري الحر ليس إرهابياً بل جزء من المعادلة للتسوية في سورية.
ثم جاء خبر آخر بنفس تصريح وزير الخارجية الروسية لافروف لقناة روسية بأن على النظام والمعارضة التحضير لإنتخابات برلمانية ورئاسية والخطير في الموقف أن ما يرفضه النظام السوري بشأن إشراف دولي على الإنتخابات ترفضه موسكو وبالعكس فهي تريد إشراف دولي على الانتخابات البرلمانية والانتخابات الرئاسية وكما يقرر الشعب السوري من هم نوابه يكون مجلس الشعب وكما يقرر الشعب السوري من يريد رئيساً للجمهورية يكون هو رئيساً للجمهورية فإذا رفض الشعب السوري الرئيس الأسد فمعنى ذلك أنه على الرئيس الأسد التنحي ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جميع الأطراف في سوريا للإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية معربا عن أمله في حدوث تقدم سياسي في الأزمة في «المستقبل القريب».
وأعرب لافروف، في مقابلة مع قناة روسيا1، عن استعداد بلاده لتقديم غطاء جوي للجيش السوري الحر المعارض والمدعوم من الغرب في قتاله ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
ويمثل تصريح لافروف تغيرا كبيرا في الموقف الروسي ويأتي عقب اجتماع في فيينا عقد الجمعة مع الولايات المتحدة ودول أخرى لمناقشة حلول سياسية للأزمة في سوريا.
وقال وزير الخارجية الروسي «بالطبع هم بحاجة إلى الاعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية».
الى ذلك ذكرت موسكو ان لافروف تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الأميركي جون كيري لبحث عملية التسوية السياسية في سوريا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها «إن الجانبين، سعيا لتطوير تبادل الآراء الذي جرى في وقت سابق في فيينا، استمرا في مناقشة مهام تنظيم العملية السياسية بين الحكومة السورية والوفد الموحد لقوى المعارضة، وكذلك لضمان دعم هذه الجهود من الخارج باستخدام إمكانيات جميع دول المنطقة ذات النفوذ».
وفي وقت سابق، شدد لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف خلال اتصال هاتفي بينهما على ضرورة توسيع الجهود الدولية بشأن سوريا، بما في ذلك ضم إيران ومصر للدعم الخارجي للعملية السياسية بسوريا.
كما أبلغ لافروف ظريف بالاجتماع المكرس للأزمة السورية الذي انعقد الجمعة في فيينا وجمع وزراء خارجية الولايات المتحدة والسعودية وتركيا إلى جانب روسيا.
واتفق لافروف وظريف على مواصلة تعزيز التعاون بين روسيا وإيران في صالح تأمين الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط.
تنسيق عسكري بين روسيا والاردن
في المقابل، قال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني إن اتفاق بلاده مع روسيا حول التنسيق العسكري هدفه ضمان أمن حدود الأردن مع جارتها سوريا.
ونقلت وكالة أنباء «بترا» الرسمية عن المومني قوله إن «آلية التنسيق العسكري بين الأردن وروسيا تأتي بشأن الأوضاع في جنوب سوريا وبما يضمن أمن حدود المملكة الشمالية واستقرار الأوضاع في الجنوب السوري».
وأوضح الوزير الأردني والمتحدث الرسمي باسم الحكومة أن «التعاون بين الأردن وروسيا قديم ويحدث على الصعد كافة»، مشيرا في نفس الوقت إلى أن بلاده «ما زالت جزءا من التحالف الدولي للحرب على الإرهاب».
وشدد الأردن من إجراءاته الأمنية على حدوده مع سوريا الممتدة لمسافة 370 كيلو مترا في محاولة لوقف تسلل متطرفين إلى سوريا للمشاركة في القتال هناك.
عن الديار