بعد صولات وجولات بين مؤيدي ختان الاناث ومعارضيه والانتهاء الى منعه بالكلية نظرا لضرره البالغ على حياة المرأة الصحية والاجتماعية . و في انتصار كبير لقوة العلم والقانون على العادات السيئة لازال هناك من يتسلل تحت جنح الدين والعادات ويصر على تلك الجريمة البغيضة في حق انسانية المرأة . وعلى أية حال فلقد نجت المرأة بشكل كبير وبقي ختان الذكور عالقا على شجرة العادات والدين متعللا اصحابه بسنة النبي ابراهيم الذي كان اول من اختتن نفسه بامر من الله ثم ختن من بعدها ولده اسماعيل .. وبغض النظر عن الكيفية الجراحية التي اختتن بها ابراهيم نفسه او اختتن بها ولده اسماعيل الا أن علماء الدين أهملوا الجانب الفكري والبحثي لذلك النبي الذي تشكك في الوهية الاصنام والشمس والقمر بل وتشكك في الله الذي يحادثه طالبا منه في جرأة ان يعطيه الدليل على أنه الله الذي يحيي الموتى قائلا ( بلى ولكن ليطمئن قلبي ) ومدخلا الله في اختبار حقيقي لاثبات أنه الخالق الواحد الاحد المحيي المميت.
فنجد ذلك الخالق الذي ابدع كل شئ يطلب منه ان يقطع قطعه من غلاف قضيبه بسكين بال او موس غير معقم. ولو ان ذلك الطلب كان حقيقيا رغم عدم وجود نص يثبت ذلك لتشكك ابراهيم مرة اخرى في هذا الاله الذي يحادثه لسببين الاول انه كان سيسأل نفسه أسئلة بديهية وهي لماذا لم يقم هذا الاله وهو الذي خلق الانسان في احسن صورة بذلك العمل الجراحي ولماذا لم يقم الصانع بتعديل صنعته .. ثم ماهذا الاله الذي يثبت لي الوهيته العظيمة باحياء الطير ثم يهتم بأن اقطع قطعة من غلاف قضيبي وكأنه يقول لي ياعبدي ابراهيم هناك قطعة زائدة في جسدك عليك ازالتها .. ولعلماء المسلمين تفاسير فكاهية وعجيبة في هذا الشأن فمنهم من يقول ان امر ابراهيم بالختان كان لتمييز المؤمن من غير المؤمن وهذا يضعنا في مجتمعات من العرايا يتفحص كل فرد فيه قضيب الاخر وبدلا من ان يكون الايمان محله القلب يكون محله القضيب. ثم ينتقلون لتفسير قطع ذلك الجزء في جهل بانسجة الجسم بقص الاظافر او الشعر .
ثم يتلبس نفس هؤلاء العلماء عباءة الطب ليدعوا ان ازاله جزء من غلاف القضيب هو للنظافة من اثار البول والتي تسبب التهابات الحوض ومجرى البول واي هراء عن اي التهابات كالتي تصيب المرأة من قيادة السيارة وكانهم يتعاملون مع كائن قذر لن يكترث بنظافته الشخصية . المهم في النهاية أنهم يريدون اسكات الطرف الاخر وحجبه عن التفكير منكرين بذلك النصوص القرانية الصريحة التي تثبت كمال الخلق في أكثر من موضع وكذلك النصوص التي تحرم تغيير وتبديل الخلقة .. ومتجاهلين أيضا العلة من وجود الاغلفة في حماية الاعضاء
..هذا عدا اثاره في عدم الوصول الى ذروة الجماع اثناء العلاقة الجنسية ولاننكر حقيقة تعميم منظمة الصحة العالمية لختان الذكور ولكن التعميم شمل دول جنوب الصحراء فقط ( أفريقيا السوداء ) وذلك للحد من انتشار الايدز .. أي أن الاستئصال هنا مرتبط بعامل مرضي وليس فسيولوجي .. لذا فالمجتمع يحتاج لوقفة حقيقية ازاء تلك العادات التي تشوه الانسان وتسلب حريته في اختيار قطع جزء من جسده أو تركه .. وحتى ولو كان الامر ضروريا وانا لا أعتقد فلندعه امرا شخصيا للطفل حينما يكبر بدلا من أن ننتهك حريته في الاختيار تحت دعوى اقامة سنة ابراهيم