ليس من عادتي الرد على أحد كما ليس من عادتي الدفاع عن أحد ، ذلك لأني أعتبر الناس أحراراً في أرائهم وأفكارهم وفيما يقولون ، وطالما لم يكن ذلك منهم خارجاً عن الأدب وحدود اللياقة والمسؤولية والموضوعية ،
ولكن حينما يتعدى ذلك القول هذه الحدود و يتحول ليصبح أو ليكون كذباً صراحاً وتجنياً مقصوداً على الحقيقة ، هنا كان لا بد ليّ من الرد تلك هي مسؤوليتي وتلك هي أخلاقيتي ، لذا كان لابد ليّ من التصدي لكل من يثيرون الفتن ويزرعون في الناس الشقاق والنفاق الذين ينفثون فيهم الحقد ويعلمونهم الكراهية والبغضاء وتلك صفات الشياطين .
وهذا الشيخ أعني ناصر العمر هذا الحاقد المتأسلم قليل الحياء قليل الضمير وفاقد الوجدان ، أستمعت له في الفيس بوك وهو يهلوس ويهذري شاهراً سيف العداء والحقد على كل شيعي متهماً إياه بالمجوسية وعبدة النار ، هذا المعتوه في حملتة المقصودة ضد الشيعة إنما يسعى لتخريب مايبنيه العقلاء من المسلمين لتوحيد الصف والتسامي فوق الخلافات التي يصنعها الجهلة والمتطيرين من ذوي النوايا السود والعمائم المزيفة ، أستمعت لهذا المعتوه وهو يكذب وبطريقة تجعلني أقول من غير تردد : إن هؤلاء النفر هم في الحقيقة مؤوسسي الإرهاب ومنتجيه ، وإن ماحدث في العراق من قتل وتدمير كله كان منهم ، فهؤلاء المشعوذين يحللون سفك دماء الأبرياء من الناس ، حتى صرت الآن أؤمن بان الذي دنس شرف الإسلام وشوه صورته في أعين الناس هم هؤلاء الحثالة من الحاقدين ، هم هؤلاء النفر من أتباع أولئك القتلة من مجرمي التأريخ ومحرفي الكلم من أمثال أبي جهل والوليد وأمية ، هؤلاء جن جنونهم يوم هلك أبن لادن وتآكلت معه فرق الإرهاب التي حصدت الأنفس والأرواح في أفغانستان وباكستان والعراق ومصر والأردن والقائمة تطول ، هؤلاء جن جنونهم لما هبت الشعوب تعلن عن مطالبها العادلة في العدل والحرية والسلام في مصر واليمن والبحرين وباقي أقطار العرب الممزقه ، وإلاّ ماالحاجة التي دعت للحرب على الشيعة ونعتها بصفات ما كان ينبغي لمسلم يؤمن بالله أن يقولها أو يتفوه بها ، والطائفةالشيعية طائفة كريمة ومخلصة وهي مع أختها الطائفة السنية تشكل هذا الإسلام الذي يُحكى عنه .
قد يقول قائل : دع هؤلاء الشياطين فإنهم يموتون بترك ذكرهم يموتون بحقدهم وضلالتهم .
وأقول : نعم ولكن هي كلمة يجب ان تُقال للتاريخ وللحياة ، كلمة في تنزيه الحق والدفاع عنه وتصحيح السلوك وبيانه ، وهذه مهمتي ومسؤوليتي ليس الآن ، بل من قديم الأيام فأني لا أرضى بالتضليل وأحارب من دون هوادة كل ما من شأنه تخريب عقول الناس ودفعهم للفتنة والعصبيات الجاهلية ، ذلك لإني مؤمن بان حرية الرأي محترمة ومصونه حين يكون كلامها موضوعي وعلمي ودقيق ، ولكن حين تكون الحرية إبتذال وتسويق للجريمة والحض عليها ، كان لابد لنا جميعاً من وقفة نحمي فيها قيم الإنسان من هذا العبث الذي تقوده حثالات شيطانية لاتحسن فن الحوار ولا تتعلم من أخلاق الرسول كيف يجب أن تُحترم عقايد الناس وأفكارهم ، فالناس كل الناس أحرار فيما يعبدون وفيما يعتقدون ولا إكراه في الدين ، وليس من المصلحة تأليب العامة ومسخ عقولهم وتكميم أذهانهم وضمائرهم من التفكر والتعقل .
هي إذن شهادة أقولها للتاريخ وللدنيا : الشيعة هومذهب في الإسلام أصيل يتبنى الحكمة والعقل المحمدي الغير مدنس والغير مؤدلج بفكر العصبية والحماقة والتضليل ، وللتاريخ أقول إيضاً : إن إيران ليست دولة مجوسية كما تزعم ياهذا ، لكنها دولة إسلامية شعبها طيب ومؤمن وقد علم الناس معنى الإسلام والفكر ومعنى العبادة العاقلة ، ومنها نبغ كل فقهاء الإسلام السُنة والشيعة ، ومنها أنتشر الفكر الإسلامي وفلسفته على يد أساطين الفلسفة والفكر ، ياهذا لقد أعمى الله قلبك فصرت تحكي شططاً وتمزج بين النوايا والسياسة فخربت وأسئت وبعت دينك بدنيا رذيلة فاسدة ومنحرفة .
وخيرٌ ليّ في هذا المقام أن أستذكر وأردد تلك الحكمة الشهيرة التي تقول لك ولأمثالك : - كد كيدك وأسعى سعيك وناصب جهدك - فوالله لن تُمحي ذكر الشيعة ولن تُميت عزيمتها وتفانيها في سبيل إعلاء كلمة الحق والعدل والسلام في كل العالم ...
نعم تُذكرني كلماتك بصاحبك نافخ الكير ، الذي مافتئ لعناً وشتماً على الشيعة ومن ينتمي لها ،في كل المحافل والمنابر ، وأنظر إلى حاله وأتعض قبل فوات الآوان ، الشيعة ليس مجوساً ولا يعبدون النار كما إن عرب الجزيرة ليسوا عبدة الأصنام والأوثان ، وليتدبر الناس كلام هذا المعتوه وهل فيه شيء من الصحة ؟ ، ربما نختلف مع إيران حول قضايا سياسية كثيرة ، وربما لا تعجبنا طريقة أدائهم السياسي ، ولكن يجب الإعتراف لهم بصلاح الدين وإنهم شعب مؤمن بالله وبرسوله ، وليس لهم خطيئة غير إنهم يحبون آل بيت رسول الله حباً قد يزعجك إيها الضال ، فماذا عساهم أن يفعلوا ؟ أدعوك وادعوا على من شاكلتك إن يخرجوا من هذا النفق ، وأقول لهم جميعاً : من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بحجر ..