Sunday, December 21. 2008
من منا والعالم بأجمعه لا يعرف ماذا فعل الطاغية صدام بالعراق والعراقيين من قتل وأعدامات مبتدأ من رفاقه في الحزب والى كافة التيارات السياسية التقدمية وأنتهاء بالاحزاب الاسلامية وأخرها قمع الانتفاضة الشعبانية عام 1991 م بالحديد والنار ,
وزرع العراق بالمقابر الجماعيةالتي لا زال الكثير منها غير مكتشف رغم مرور 5 سنوات على سقوط نظامه,ناهيك عن حروبه الخارجية الثلاث التي خاضها مع أيران والكويت والتحالف الدولي وأدت الى تدمير البنى التحتية وتدمير الاقتصاد العراقي وتحويله الى أقتصاد حرب, وقتل الشباب العراقي بالالاف, ناهيك عن المعوقين والارامل والايتام والذين يعتبرون مخلفات طبيعية تفرزها الحروب.
واول من عمد الى أشغال المناصب المهمة والحساسة في دوائر الدولةوالوزراء الى منتسبي حزب البعث الحاكم متناسيا مبدأ الكفاءة العلمية في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب, وهذا ما ادى الى تدهور دوائر الدولة وتفشي ظاهرة المحسوبية والرشوة والفساد الاداري, وأنعكس ذلك الى تردي الخدمات بكل قطعاتها.
اما الحاشية المقربة من الطاغية من انصاف المثقفين والأميين فقد قاموا بنهب ثروات العراق وأمواله ووضعها في البنوك الاجنبية وشراء القصور والفلل, اما الطاغية نفسه فقد وضع لنفسه أرصدة بالمليارات في البنوك الاجنبية بأسماء متعددة من حاشيته المقربة له , وفي الداخل قام بناء اكثر من 100 قصر له موزعة في كل محافظات العراق, والشعب العراقي في فقر ومجاعة أثناء فترة الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق عقب أنتهاء تحرير الكويت1991 والذي أستمر الى سقوط النظام عام 2003, فكانت حياة العراقيين كلها في أزمات مثل أزمة السكن , الكهرباء ,وصناعة وزراعة مدمرة ,وسوء خدمات ,أزمة حريات, وأضطهاد سياسي وفكري..
كل هذه المأسي التي حدثت في زمن البعث الذي أستمر 35 عام,,,أما قادة العراق الجديد وفي زمن قياسي بالنسبة الى صدام ونظامه, فخلال 5 سنوات نهبوا من أموال وثروات العراق بأضعاف ما سرقه صدام ونظامه وبعلاقة طردية مع زيادة أسعار البترول العالمي, حيث أن أصغر مسوؤل في المحافظات,كمحافظ او مدير عام سرقوا بالمليارات وقاموا بشراء العمارات والقصور في الخارج بالإضافة الى الأرصدة الضخمة في المصارف الاجنبية.
أما بالنسبة الى الخدمات فقد تدهورت الى دون مستوى ما كانت علية في زمن الطاغية نتيجة أفة الفساد المالي والاداري..
أما التعيينات في دوائر الدولة فهي غير ممكنة للجميع لالغاء مجلس الخدمة المدنية وتتم عن طريق ..ترشيح الاحزاب الدينية المتسلطة على الحكم..وفي عهد البعث تتم عن طريق الترشيح البعثي,,
وقد أستبدلوا قادة العراق الجديد حروب صدام الخارجية الثلاث, بحروب داخلية شملت كل المدن العراقية,محدثة خرابا ودمارا يفوق ما احدثته حروب صدام الخارجية, ومخلفة اعداد هائلة من الارامل والايتام والمعوقين........
أما نظام الحكم الشمولي في عهد الطاغية فقد أستبدلوه بنظام المحاصصة الطائفية الاستبدادي والذي من خلاله تعمقت وكثرت ازمات العراق الداخلية نتيجة سوء أستخدام السلطة وأهمال الخدمات وأنشغالهم بالكرسي والنهب لاجل الثراء..
وأستبدلوا ديكتاتورية البعث وصدام بديكتاتورية الاحزاب الدينية التي راحت بتصفية الخصوم السياسيين بسلسلة من الاغتيالات المنظمة والمستمرة, وبخاصة القوى اليسارية والعلمانية .....
في عهد الطاغية كانت السجون والمعتقلات تغص بالنزلاء وفي كل سنة وفي عيد ميلاده يعطي قرار عفوا عن السجناء,يشمل الحرامية والمجرمين فقط ,أما السياسين فغير مشمولين, في العهد الجديد ونحمد الله ونشكره أصبحت عندنا نوعين من السجون عراقية وامريكية وكلتاهما تعج بنزلائها ومنذ أكثرمن عام صدر قرار عفو ولم يخرج منهم ألا القليل, وأصدروا قانون عفوا عن المفسدين وسارقي المال العام وشمل 1700 شخص, في بغداد لوحدها 700 مختلس ومفسد.
في زمن النظام المقبور الاجهزة الامنية تلاحق المعارضين للنظام وعلى اثرها تم هروب أعداد كثيرة منهم الى الخارج تجاوز عددهم ال2 مليون ., في العهد الاسلامي الجديد تم تهجير أكثر من 6 مليون عراقي خوفا من سطوة ميليشيات الاحزاب الاسلامية وعدم تورعها عن القتل لكل من يخالفها...
...وأعطوا المناصب الوزارية والمواقع الحساسة والمدراء العامين الى اصحاب الشهادات المزوة والاميين... صدام كان يمنح الرتب الفخرية للرفاق الحزبيين وتنصيبهم قادة على الفيالق والفرق العسكريةوما ألت اليه هذه السياسة الى هروب الجيش العراقي من المعركة ولم يستطع المقاومة اكثر من عشرين يوما. أما قادة الاحزاب الاسلامية فقد جاءوا بنواب ظباط هاربين من الخدمة العسكرية الى ايران وأعطوهم رتبة لواء وتم تعيينهم مدراء شرطة في المحافظات........
صدام المقبور أستخدم الابادة الجماعية والمقابر الجماعية ضد معارضيه كما حدث في مجازر حلبجة والانفال والدجيل والانتفاضة الشعبانية, وقادتنا الاسلامين أستخدموا أسلوب القتل بالجملة من خلال المفخخات والعبوات ونشر الاوبئة والامراض وأستيراد المواد الغذائية التالفة السامة والمسرطنة......
صدام حرم نشاط جميع الاحزاب السياسية, قادتنا الاسلاميين أستخدموا الفتاوي الدينية المزيفة لتحريم وتجريم الاحزاب السياسية اليسارية والعلمانيين والمثقفين...
صدام اول من قام بتهجين المجتمع العراقي وذلك باستيراد الملايين من اامصريين وأسكانهم في العراق ومنح الجنسية العراقية لهم , قادتنا الاسلاميين قاموا بتهجين المجتمع العراقي بالايرانيين من خلال ادخال الالاف منهم لكل محافظة من محافظات العراق واعطائهم الجنسية العراقية والتمتع بامتيازات تفوق أمتيازات ابن المدينة.
فالى أي مصير وصل اليه صدام ؟ فهل يتعض قادة العراق الجديد؟
لان نفس المصير ينتظرهم ما داموا على خطاه سائرون؟؟؟؟؟والعاقبة للمتقين
|