لم أرد الكتابة من جديد وكنت شبه عازف عنها أو مطلقها ، لكن حياة العراقيين دفعتني دفعاً لكي أبين رأيي فيما جرى ويجري وماهو آت ، ليس من شك إن وثبة العراقيين وحماستهم وحلمهم ليكون لهم بلد مثل باقي بلاد الله ، كبيرة ولكنها تصطدم دائماً هذه الرغبة وهذا الحلم ، بأشباه الرجال الذين يضيعون الحق قطعة قطعة ، حتى صار نهباً لمن هب ودب ، وأنتفت عندهم قيم القانون وحفظ النظام ، ومالوا حيث مال الشرير للحريق والسلب وكأنهم يطالبون بالحق في لغة أهل الباطل .
وكنا كما شعبنا صبورين ومحتملين لعل هناك في بلدنا رجل رشيد ، يحافظ على بعض هويته وبعض كرامته وبعض من تبقى له من عظام ولحم ، وكنا نناشد الخيرين وهم كثير ليهبوا هبةً وطنية خالصة بعيدين عن عجرفة وخسة الطوائف والاحزاب والشعبوية الضيقة ، ولم نألوا جهداً في مناصرة طالبي الحق والقانون ، ولازلنا ولازال أملنا باق مادام هناك نفس عراقي حر أصيل .
تتمة موضوع "الحكومة العتيدة ــــــــــــــ راغب الركابي"