لاشك ان فوز المنتخب العراقي بكأس آسيا لكرة القدم هدية حب ووفاء من أسود الرافدين لعراقهم الجريح حيث أعطى هذا الفوز شعبه لحظة سعادة
وفرح وسط مواكب الموت وبرك الأحزان والآلام والتفجيرات والدماء التي يتجرعها وهو يرزح تحت نير الاحتلال الاميركي .. فجاء هذا النصر ليكون ليس مجرد فرحة بل بلسما لجراحات العراقيين.
لقد جاءت المباراة بين منتخبين عربيين في رأيي يعتبر الاثنان فائزين فيها طالما كانت البطولة عربية عربية حيث كست المدرجات رايات (لا إله إلا الله) و(الله أكبر) مما أعطى للبطولة الطابع العربي الاسلامي .. وبالرغم من حب الشعوب العربية وتشجيعهم لكافة المنتخبات العربية فإلنهم رأوا في تشجيع العراق والأمنيات بفوزه طعما آخر لما سيحمله الفوز من أهمية للشعب العراقي لتذيقه من ترياق الفرحة والنشوة فهو تواق ومتعطش للحظة فرح وسعادة لأنه مكلوم وغارق في ألمه الذي لا ينتهي .
إن أداء لاعبي المنتخب العراقي جاء حماسيا وقويا عكس تصميمهم على إحراز الكأس لأول مرة في تاريخهم بالرغم من الظروف القاهرة والمستحيلة التي يعيشها ورغم كل الصعاب في غياب استقرار أمني سياسي في العراق كما ان الدعم المادي أسوة للاعبي المنتخبات الأخرى يكاد لا يذكر إلا أنه استطاع ان يصل الى هذا المستوى الذي جعلنا نشعر بجهاده ونضاله على أرض الملعب فأثبت المنتخب جدارته وتأهل للنهائي وسجل اللاعبون أسماءهم بأحرف من نور في سجل تاريخ كرة القدم العراقي بل والآسيوي.
لقد شمل المنتخب كل الأطياف من سنة وشيعة وأكراد جميعهم اتحدوا للوصول نحو هدف واحد ولم يسمحوا للاختلاف ان يفسد ود لعبهم وهي رسالة للسياسيين بأن يتعلموا من الرياضيين حيث ان 11 لاعبا استطاعوا ان يوحدوا الشعب العراقي فيما فشل مئات السياسيين بذلك لذا استحق الرياضيون الحب والتقدير لأن هذا الفوز فرح العراقيين متناسين الخلافات السياسية وتاركين الدعوات الانفصالية والخلافية والطائفية وراء ظهورهم ما عكس حالة الوحدة بعد ان ضلت طريقها للعراق بعد الاحتلال واندلاع الفتنة الطائفية والعرقية فجاء هذا النصر ليكون بشرى بأن أيام العراق القادمة ستحمل النصر على الاحتلال الاميركي.
لكن كل ما نخشاه ان يحاول ان يسثتمر الرئيس الاميركي جورج بوش هذا الفوز لصالحه بأن يدعي ان ديمقراطيته المزعومة في العراق هي التي ساعدت العراقيين على الحصول على هذه البطولة لاول مرة في تاريخهم وان هذه هي اولى خطوات إنجازاته التي وعد بها الشعب العراقي حين غزا بلادهم .. كذلك قد تحدث نوري المالكي عن الانجازات التي تحققت في عهدها من بينها مساندة المنتخب العراقي بما مهد له الطريق لتحقيق البطولة .. وبالتالي يحاول كل من بوش وحكومة المالكي الهروب من فشلهم وإنقاذ أنفسهم بانتصار المنتخب العراقي .
ان الجميع يعلم ان انتصار المنتخب الكروي لم يكن بسبب توافر الامكانات او دعم الحكومة الاميركية او العراقية له وإنما جاء هذا النصر نتيجة توحد العراقيين نحو هدف واحد هو لم شمل العراقيين بعد سنوات من التشرذم والانقسام ودخص تقسيم العراق وتعميق التلاحم الوطني .
مع هذا الفوز أتمنى ان تعم كل الفرحة دائما شوارع العراق وان تكون كل أيامه نصرا وان ينتصر على الاحتلال الاميركي الذي أذاقه الويلات وسرق سعادته وأيام فرحه .
أمة اقرأ الأولى في الأمية
في الوقت الذي تتسابق فيه الأمم على الوصول الى أركان الكون والاستحواذ على الأسواق واختراع المفيد الذي يعلي من شأنها ويجعلها تتبوأ المكانة المرموقة التي تحقق لها الهيبة والسطوة على الآخرين تحتل أمتنا أعلى المراتب في الأمية الأبجدية حيث احتلت المنطقة العربية المرتبة الاولى في انتشار الأمية التعليمية على مستوى العالم كله.
لاشك ان نجاح الأمم وتقدمها الحضاري يتوقف على منجزاتها العلمية والثقافية ودرجة مشاركتها في الناتج القومي العالمي ومستوى دخل الفرد حسب المعايير العلمية والعالمية والمجتمعات حتى تتقدم تحتاج الى أرضية متعلمة ونخبة ثقافية وعلمية يتوافر لها الامكانات المادية والاقتصادية والاجتماعية التي تمكنها من الابداع والابتكار والانجاز وتحقيق التقدم.
ان الامية آفة كبيرة معوقة لتقدم الأمم والشعوب وتعوق تربية أجيال جديدة قادرة على بناء وطنها والدفاع عنه في وقت الحاجة وللأسف الشديد فإن هناك العديد من الدراسات كشفت عن استمرار تفشي هذه الآفة في مجتمعاتنا العربية بل ان هناك من يقول ان نسبة كبيرة جدا من سكان الريف خاصة من النساء يعانين من الأمية وهي كلها أمور تشكل عائقا في التقدم واستمرار الوضع على ما هو عليه يعتبر كارثة حقيقية خاصة ان البعض يؤكد ان الأمية تتزايد ولا تتناقص مما يعني تكاثر المشاكل الناتجة عنها والتأثير بصورة سلبية على المجهودات التي تبذلها الدولة وإذا ظل الحال على ما هو عليه فإن ذلك يشكل مؤشرا سلبيا يؤكد وجود خلل كبير في كل خطط محو الأمية التي تطرح وتنفذ لأن مشكلة الأمية في العالم العربي هي أنها تعقد لها المؤتمرات والاجتماعات ويتحدث الحاضرون حول المشكلة وسبل التصدي لها دون ان يتحول ذلك الى عمل حقيقي وجاد ومخلص.
للأسف الشديد ان الأمية تنتشر في أمة من المفروض أنها تحمل اسم (أمة اقرأ) اسم اول سورة نزلت في القرآن الكريم.
لا أحد ينكر بأن بلداننا قد قطعت شوطا كبيرا في ميدان التعليم سواء على مستوى بناء الهياكل او تكون الاطارات او تخريج الآلاف من حملة الشهادات سنويا ولكن رغم ما تحقق في ميدان التعليم فإن مشكلة الأمية بكل أنواعها لا تزال مطروحة بقوة وتمثل عقبة أمام تشييد مجتمعات المعرفة والعلم.
المطلوب إعادة النظر بشكل جذري في الأساليب المتبعة في هذا المجال وينبغي ربط عملية محو الأمية بمشاريع التنمية الوطنية مع تحديد جدول زمني لذلك وتجنيد وسائل الاعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية لتخصيص برامج جديدة للقضاء على الامية كما ان هنالك تجارب كثيرة في العالم يمكن دراستها والاستفادة منها في معركتنا ضد مرض الجهل فعلى سبيل المثال هناك دول مثل بريطانيا لجأت الى ربط الحصول على جواز السفر الوطني بمعرفة القراءة والكتابة وإتقان اللغة الانكليزية ومعرفة التاريخ البريطاني وكذلك العناصر الثقافية البريطانية.
ان المواطن الذي لا يعرف لغة وطنه على الأقل هو نصف مواطن ونحن في حاجة ماسة الى إنجاز مهمة محو الامية كخطوة اولى نحو بناء مجتمعات المعرفة لأن الجهل مصيبة وفي القرن الـ 21 كارثة ومحو الأمية هو المفتاح لاطلاق الانسان من أسر البؤس والسبيل الوحيد لاخراج الامكانات والقدرات لدى كل إنسان والأداة لفتح أبواب الحرية والأمل في المستقبل ولهذا فإن هناك حاجة ماسة لمساهمة الأمة جميعا وتكافلها للقضاء على الامية بمختلف أنواعها لدى الكبار ولدى الصغار في البوادي وفي الحضر حتى لا نكون في ذيل الأمم في الحضارة والرقي والانتاج والاختراع والابداع.
من فيض الخاطر
اليأس .. هو انطفاء جذوة الأمل في الصدر وانقطاع خيط الرجاء في القلب فهو العقبة الكؤود الذي يحطم في النفس بواعث العمل ويوهن في الجسد دواعي القوة فالقانط لا يسعى ولا يطلب لأن ما يطلبه مستحيل في نظره.
وإذا تغلب اليأس على إنسان اسودت الدنيا في وجهه وأظلمت في عينيه وأغلقت أمامه الأبواب وتقطعت دونه الأسباب وضاقت عليه الأرض بما رحبت .. فهو سم بطيء لروح الإنسان وإعصار مدمر لنشاطه .. وتلك حال اليائسين أبد الدهر لا إنتاج للحياة ولا إحساس بمعنى الحياة.
فإذا يئس التلميذ من النجاح نفر من الكتاب والقلم وضاق بالمدرسة والبيت ولم يعد ينفعه درس خاص يتلقاه أو نصح يسدى إليه أو تهيئة المكان والجو المناسب لاستذكاره .. إلا أن يعود الأمل إليه.
وإذا يئس المريض من الشفاء كره الدواء والطبيب والعيادة والصيدلية وضاق بالحياة والأحياء ولم يعد يجديه علاج .. إلا ان يعود الأمل إليه.
فالأمل هو السعادة وهي لا تنال إلا بالسعي والطلب والجد والمثابرة.
حروف جريئة
بعد ان وصل المنتخب العراقي لنهائي كأس الامم الاسيوية سوف يؤكد الرئيس الاميركي بوش ان هذا احدى ثمار الديمقراطية التي ارساها الاحتلال الاميركي في العراق ويا قلبي لا تحزن.
لغة الضاد هي اللغة العربية أنزل بها القرآن الكريم احدى اللغات الرسمية للمنظمات الدولية لكن الغريب ان مندوبي الدول يتحدثون داخل هذه الاجتماعات باللغة الانكليزية او اللغة الفرنسية هل هذا انكار للغتنا الجميلة ام ان ذلك من باب الحذلقة الحضارية.
لو كان القطاع الخاص جادا في تشجيع الشباب على ممارسة اعمالهم ولو كان قد قدم خلال السنوات الماضية ما يحفزهم على العمل فيه وما يشعرهم بالامن والامان ما عاد الشباب للجري وراء الكرسي الدوار في القطاع الحكومي حتى ولو كان العائد المادي محدودا .
* مسك الختام
قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون).