ثمة تصريح للسيد عمار الحكيم صادم حول شهادة ثلة من العراقيين الشرفاء على يد جماعة داعش الإرهابية ، ثمة خطر إذن يتهدد العراقيين ، خطر لم يأت من فراغ بل هو من صنع صانع ، هو من أولئك الذين لا يريدون للعراق أن يقر له قرار .
ولم تمض على فرحتنا بالنصر سوى سنتين ، حتى أعاد لنا الأعداء داعش من جديد ، لقد كانت فرحة النصر كبيرة عمت كل العراق يوم أعلن السيد حيدر العبادي النصر على داعش وتطهير الأرض منهم ومن رجسهم ، وبين هذه وتلك لا بد من القول إننا نواجه عدو شرس لا يريد للعراق ان يعيش بعز وأمن وإستقرار ، بل كل طموحه ان يعيش الألم والموت والدمار وعدم الإستقرار .
ونحن معشر العراقيين ضحية للتجاذبات الملعونة بين أمريكا وإيران ، فهناك ثمة تصفية خفية بينهما وإعادة تقييم للمراحل ، ولكن المؤسف إنهم يريدون أن تكون ساحة التصفية هو العراق الشعب والأرض ، والمُخزي ان بعض القوم من شعبي يميلون إلى هؤلاء وهؤلاء ، طمعاً بمغرم وطمعاً ببعض فتات من دنيا زائفه ، تقول أمريكا إنها تريد محاسبة إيران ، ولذلك عجلت بقضية إنهاء تعاقدها مع داعش في سوريا وأعادت التعاقد معها في العراق ، من خلال الإيعاز الغير مباشر لماتبقى منهم في التسلل إلى العراق وخلق الفوضى والفتنة من جديد ، لكي يبقى لوجود أمريكا مايبرره ، وفي المقابل إيران هي الأخرى لها حاجة ومصلحة أن تتواجد داعش وتبقى شرارتها مشتعلة لكي ينشغل القوم عنها ولو لفترة 2020 موعد الإنتخابات الأمريكية والأمل بسقوط ترامب ، ولهذا تدس أنفها خفية هنا وهناك من أجل رفع السوط عنها وتشتييت الجهد المؤلف ضدها .
وشعبنا المغلوب لطيبة فيه يصدق كل فرية ظاناً فيها أنها الحقيقة أو هي كذلك ، وبعض البعض منا يصفق من غير هدي لهذا ولذاك ، مادام في الأمر متسع للنهب والسلب وبقاء الحال عليهم من نوافع وممتلكات ، إن أشد ما يؤلمنا هو إننا لا نحس ولا نشعر بهيبة الدولة والنظام ، والمناطق الرخوة التي تحدث عنها السيد الحكيم ، تدلنا كم هي عدد النواقص الأمنية والنظامية في العراق ، وكم هي حاجتنا للغير في ترتيب شأننا الداخل ، وكم من القوم قد باع نفسه رخيصة فصار طابورا خامسا وسادسا وعاشرا ، يؤلب كل طامع ويفسح المجال لعتات البشر لكي يستبيحوا عرض وكرامة العراقين .
ومع هذا الهوان لازلت أرآهن على البعض من قومي أهل الحمية والعزة والكرامة التي لا تضام ولا تشترى ، وهم في شعبي كثير من عساكر وجنود وضباط ، وعشائر غيورة لا ترضى ولا تسكت على ضيم ، لازلت أرآهن على أولئك الابطال الذين همهم ان يكون العراق مُعافى قوى الشكيمة سادا على الأعداء كل مرصد وباب ، ولازلت أحيي نخوة الحشد حين دعته المرجعية لبى من غير تردد ، هؤلاء الشرفاء عليهم الرهان الحقيقي اليوم ، هؤلاء هم الصفوة القادرة بعزيمة الرجال على طرد داعش تماما ونهائيا من العراق ، وظني بهؤلاء إنهم لن يسمحوا للمترصدين والمتصيدين في كسر ما تحقق من إنتصارات وهيبة .
نعم العراق ليس مكباً للنفايات ، وليس من حق أحد أن يأتي بمن لفظتهم الدنيا ليُعاد لهم الحياة من جديد ، هذه بالنسبة لنا قضية محسومة ، لن يعود داعش من جديد وإن تكسرت النصال على النصال ، فلا أمريكا ولا إيران بقادرين على هزيمة روح العراق الوثابة ، ولا يجب السماح أن يحقق هؤلاء النصر على حسابنا ، وإني أقولها بصراحة هناك ضعف في المؤوسسة الحاكمة وتوهان وقلة حيلة ، صحيح ان طبيعة النظام السياسي في العراق وما تؤدي إليه المحاصصة اللعينة وغياب القرار الوطني وتقسيم المنافع والمناصب والوطن ، يجعل من الإرادة السياسية ركيكة ضعيفة خائرة .
ولهذا نحن الشعب نستنجد بقواتنا الأمنية وحشدنا لكي يقفوا صفاً كالبنيان المرصوص ، يسيجوا حدود الوطن ويمنعوا كل من يحاول النفاذ والعبور خلسة أو عمداً ، فالمصلحة الوطنية تعلو فوق كل شيء ، ولهذا أقول أضربوا بيد من حديد لا تأخذكم لومة لائم ، فالحياة واحدة والموت واحد ، والشعب إن أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ، تلك هي سنة الحياة ولهذا ولمثله لا تدعوا تحت أية بند وحجة السماح ، لا من خلال الإعلان ولا تحت الطاولة نفاذ هؤلاء القتلة إلى أرض العراق ، لا تدعوا الشيطان يغلبكم بحيله وإغرآته من جديد ، ثقوا بالنصر فعدوكم مهزوم لامحال ، وفي هذه المناسبة أقدم لعوائل الشهداء الذين قتلوا حديثاً كل التحية وكل العزاء ، وللشهداء الرحمة والرضوان ، وللعراق العزة والنصر ..