حرب شوارع وأنفاق في الأحياء الداخلية
تستعد القوات العراقية للتقدم نحو مطار الموصل على الطرف الجنوبي للمدينة لزيادة الضغط على متشددي تنظيم الدولة الاسلامية الذين اخترقوا دفاعاتهم من الشرق، كما واصلت القوات العراقية تمشيط حي الانتصار وسيطرت على حي عباس رجب وتتقدم نحو النعمانية واصبحت على بعد 5 كلم من مطار الموصل تم التقدم بعدها الى مركز المدينة من الشرق وملاقاة القوات التي تتقدم من الناحيتين الجنوبية والشمالية.
كما سيطرت قوات التدخل السريع - وهي جزء من تحالف يسعى للقضاء على المتشددين في أكبر مدينة يسيطرون عليها في العراق وسوريا- على مدينة حمام العليل التي تبعد ما يزيد قليلا عن 15 كيلومترا إلى الجنوب من الموصل يوم الاثنين.
ويقول الضباط إنهم يخططون لاستئناف تقدمهم شمالا بمحاذاة الضفة الغربية لنهر دجلة نحو المدينة التي يقطنها 1.5 مليون نسمة ويعيشون تحت الحكم المتشدد للدولة الإسلامية منذ أكثر من عامين.
وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع من بدء الحملة التي تدعمها الولايات المتحدة لاستعادة السيطرة على الموصل تمكن التحالف المؤلف من نحو 100 ألف مقاتل من تطويق المدينة بالكامل تقريبا لكن القوات لم تدخل إلا إلى عدد قليل من الأحياء في شرقها.
وقال اللواء ثامر الحسيني قائد قوات الشرطة الخاصة إن القوات بحاجة لوضع المزيد من الضغط على «العدو» في مناطق مختلفة وأضاف أنهم بصدد استئناف العمليات خلال يومين.
وقال المقدم ضياء مظهر من قوات التدخل السريع أيضا إن الهدف هو منطقة مطلة على مطار الموصل الذي أعلنته الدولة الإسلامية غير صالح للاستخدام لمنع مهاجميها من استخدامه كموقع لانطلاق عملياتهم.
وقال ضباط في الجيش لرويترز في أيلول إن المتشددين وضعوا جدرانا خرسانية على المدرج لمنع الطائرات من الهبوط في المطار.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي نشرتها شركة ستراتفور للمعلومات المخابراتية أن المتشددين حفروا خنادق عميقة في مدارج المطار ودمروا المباني لضمان أن المناطق مكشوفة أمام المدافعين لمنع القوات المتقدمة من استخدام منشآت المطار وحظائر الطائرات.
وقال بيان عسكري إن القوات التي تتقدم من شرق نهر دجلة استهدفت قريتين على مدينة نمرود (كالح) الآشورية الاثرية.
وسيطرت قوات الفرقة المدرعة التاسعة على قرية عباس رجب التي تبعد أربعة كيلومترات إلى الشرق من نمرود ورفعت العلم العراقي. وتقول الحكومة العراقية أن آثار مدينة نمرود تعرضت لعمليات هدم العام الماضي في إطار حملة الدولة الإسلامية لتدمير رموز يعتبرها المسلمون المتعصبون أصناما وثنية. وستكون المدينة أول موقع من نوعه يسترد من أيدي الدولة الإسلامية في العراق.
ـ اشتباكات في شرق الموصل ـ
كما تخوض قوات مكافحة الإرهاب وفرقة مدرعة تقاتل في شرق المدينة قتالا للتشبث بستة أحياء اقتحمتها قبل أسبوع.
وتعرضت لموجات من الهجمات من جانب وحدات الدولة الإسلامية بما في ذلك القناصة والمفجرون الانتحاريون والمقاتلون وفرق المورتر الذين يستخدمون شبكة من الأنفاق أسفل المدينة وغطاء مدنيا في الشوارع الضيقة لإنهاكها في حرب المدن الفتاكة.
وتقاتل قوات مكافحة الإرهاب في حي الزهراء منذ أسبوع حيث تسيطر أحيانا على مساحات من الأرض لتُطرد منها لاحقا. وقال ضابط كبير بقوة مكافحة الإرهاب إن الحي خضع تماما لسيطرة قواته.
ـ معركة شوارع ـ
يقول ضابط بالجيش العراقي برتبة عقيد إن المعركة التي تستهدف إخراج الجهاديين من معقلهم بمدينة الموصل بدأت تتحول إلى كابوس وذلك بعد أسبوع واحد فقط من اختراق فرقة الدبابات التي يقودها دفاعات تنظيم الدولة الإسلامية على المشارف الجنوبية الشرقية للمدينة.
وسيطرت الفرقة المدرعة التاسعة التي تعمل تحت إمرته وقوات خاصة لمكافحة الشغب تقاتل في منطقة قريبة على ستة أحياء من حوالى 60 حيا في المدينة الأسبوع الماضي لتسجل بذلك أول مكاسب داخل الموصل منذ بدأت في 17 تشرين الأول العملية العسكرية الرامية لسحق تنظيم الدولة الإسلامية في معقله بالعراق.
ـ اصعب حروب المدن ـ
وحتى بالنسبة لجهاز مكافحة الإرهاب أي القوات الخاصة المدربة خصيصا لمواجهة التحديات في الموصل كان القتال خلال الأسبوع الماضي غير مسبوق.
وقال صباح النعماني المتحدث باسم الجهاز «نحن نخوض أصعب معركة مدن ممكن أن تخوضها أي قوة في العالم».
وقال هشام الهاشمي الذي يقدم المشورة للحكومة العراقية فيما يخص التنظيم والذي زار الخطوط الأمامية إن كل المؤشرات الواردة من الموصل حتى الآن تبين أن تعليقات البغدادي لم تكن تهديدا أجوف.وقال مستخدما اسما شائعا للتنظيم «الآن داعش يقاتل قتالا حقيقيا».
وقال الهاشمي إن الجهاديين حفروا شبكة من الأنفاق تبلغ أطوالها 70 كيلومترا على الضفة الشرقية فقط من نهر دجلة الذي يمر عبر الموصل منذ سيطروا على المدينة في عام 2014.
واستطاع الجهاديون باستخدام تلك الأنفاق مفاجأة القوات داخل المدينة ووجهوا ضرباتهم لها.
ـ الجيش العراقي ينفي اتهامات ـ
بالمقابل، نفت قيادة الشرطة الاتحادية في العراق اتهام منظمة العفو الدولية بارتكاب قواتها جرائم قتل طالت مدنيين في منطقة الشورة بمحافظة نينوى أو غيرها.
وقالت أن «قوات الشرطة الاتحادية قدمت مختلف المساعدات الانسانية التي تجاوزت 150 طنا من مواد الطحين والمواد العينية الأخرى إضافة إلى تخصيص الكوادر الطبية لتقديم الدعم الطبي للأهالي، كما تمكنت من إنقاذ وإجلاء أكثر من 10 آلاف عائلة كانت محتجزة لدى الإرهابيين كدروع بشرية».
وكانت منظمة العفو الدولية قد اتهمت قوات الشرطة الاتحادية بأنها «عذبت وقتلت» قرويين بمنطقة الشورة جنوب الموصل، ونشرت المنظمة في بيانها «ما يصل إلى ستة أشخاص عثر عليهم الشهر الماضي في منطقتي الشورة والقيارة، اشتبهت قوات الأمن بارتباطهم بصلات بتنظيم داعش المتشدد الذي سيطر على ثلث أراضي العراق عام 2014».
وقالت لين معلوف نائب مدير البحوث في مكتب المنظمة ببيروت «نفذ رجال بملابس الشرطة الاتحادية عدة عمليات قتل غير قانونية وألقوا القبض على سكان في قرى إلى الجنوب من الموصل وقتلوهم عمدا بدم بارد».
وأشار تقرير المنظمة إلى عدة وقائع «جرت في الـ21 من تشرين الأول أو ما يقارب هذا التاريخ»، تم ضرب مجموعات منفصلة من الرجال بالكابلات وكعوب البنادق قبل قتلهم بالرصاص. كما أشارت المنظمة إلى أنه في ظل غياب المحاسبة فإن هناك خطرا يتمثل في تكرار الانتهاكات المزعومة ببلدات وقرى أخرى مع استمرار عملية تحرير الموصل.