من بين كل الأشياء المهمة التي أقدم عليها رئيس الوزراء ، تبدو تلك الخطوة في ، إعتبار - الحشد الشعبي - منظمة أمنية ذات صلاحيات حكومية معترف بها ، وليس هو مجرد نخوة أو فزعة في لحظة من الزمن ، إن هذه الخطوة كما إنها إيجابية من حيث - سد الذرائع - كذلك هي خطوة تؤوسس لمرحلة تجعل من قواعد الدولة أكثر إستحكاماً على المدى البعيد ، وما من شك إن قوى الحشد قدمت الكثير من التضحيات في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية ، وحماية مؤوسسات الدولة والنظام ، بل لولاها في كثير من الأحيان لخشينا على مستقبل الدولة والنظام في العراق ، وقد أثبتت تجربة الحشد الميدانية عن حرفيه عاليه ومهنية وعدم إنحياز ، لذلك يكون في هذا الوقت بالذات التأسيس له أبعاد تخضع كل من يحمل السلاح لمسؤولية الدولة والحكومة ،
بحيث لا يكون معه إنفلات وتجاذب يستغله ذوي النفوس السيئة ، وبالقدر الذي نؤيد فيه تلك الخطوة ، بالقدر الذي نتمنى جعل المكون الجديد الرديف الحقيقي للجيش العراقي خاصةً في ظل مجموعة تحديات قادمة بعد التحرير من داعش ، نسمع عنها لما بعد تحرير المدن من هيمنة الإرهاب المسلح ، هناك إذن حاجة في ضبط الأمن على النحو الذي يجعل من المواطن العراقي يشعر بثقة نحو مستقبله ، وأياً تكن مقدمات الحشد لكنه قد أثبت فاعليته وقدرته ومرونة تحركه في كافة الجبهات ، ولهذا ولكي لا يطمع من في قلبه مرض من تكرار تجربة التمرد على قوى الشعب الدولة كما حصل من قبل ، يكون الحشد الضامن في لحظة التناطع الذي يسود في ظل الديمقراطية الغريبة في العراق ، ولا ضير في أن يكون له نظام وقانون يُحاكي قانون الجيش ونظامه وقواعده العسكرية ، ولا ضير أن يتبع ذلك كله تطوير عمله الميداني عبر التخصصات الأكاديمية والدراسات المنهجية ، فثمة ما يجعل منه في ذلك مؤوسسة دولة وليس مجرد مليشيا تابعة لهذا الحزب أو ذاك ، خطوة رئيس الوزراء نباركها وندعمها آملين أن تكون نقله تقضي على مظاهر من التسيب الأمني الذي يشاهده المواطن عبر التعددية في الخطاب والولاء ، وهنا نُشير من غير مواربة للذين يريدون تحقيق مصالح ومنافع على حساب الوطن والمواطن ، وهؤلاء معروفين من قبل الجميع ولا داع من ذكر الأسماء ، فليس ثمة فائدة مرجوة من ذلك ، ولقد سمعت من كثيرين رغبتهم في التأسيس المبرمج للحشد وإخراجه من طابع الفزعة والنخوة ليكون جيشاً رديفاً يحمي سياجات الوطن ، وتكون تابعيته للدولة والحكومة ، وبالدرجة نفسها يجب ان يكون الحشد ليس مؤوسسة ذات توجه ديني أو طائفي أو مذهبي معين ، بل الواجب أن تكون مؤوسسة وطنية تشمل الجميع وتحتضن الجميع ، ويكون فيها الولاء للوطن وحمايته وإستقراره في قادم الأيام ، وكم فرحت حين شاهدت نماذج من مواطنيين من مختلف المكونات ينضوون في فصائل الحشد الشعبي ، لذلك إني متفائل بالمستقبل وفي الإستقرار والأمن مهما حاول البعض من التهويل وإشاعة نوع من البلبلة الرخيصة ، وسيبقى الحشد للشعب وللوطن منه وإليه ، وستبقى جهودنا مع كل خطوة متقدمة نافعة وصالحة للحياة ، وسيظل هناك فئة من الموتورين والفاقدين للضمير أعداء لكل تقدم وطني جامع ، نلحظ هذا في عيون وكلام المنافقين والدجالين ومُحرفي الكلم ، وكلما أنفتح الحشد وكلما تأسس على قواعد علمية كلما تبددت المخاوف وزادت الثقة بالمستقبل وبالنصر وبالحياة ..