Monday, December 21. 2015
بغداد / ترجمة .. يتزايد التاييد الشعبي الذي تحظى به روسيا بين اوساط القبائل العربية السنية في غرب العراق , على عكس المتوقع , بعد ان اعلنت مشاركتها العراق في الجهد الحربي ضد التنظيم الارهابي داعش , وقيامها بعمليات استهداف عسكرية مباشرة ضد التنظيم في سوريا.
ياتي هذا حسب ما اوردت صحيفة "الدايلي بيست" الامريكية , في تحقيق لها , حيث اكدت الصحيفة ان ما وجدته حين سالت شيوخ العشائر السنية العراقية , هو ان الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" يحظى بالحظوة والقبول لدى اوساط هذه العشائر بشكل لا يقل عن ذلك في نظائرها الشيعية في جنوب ووسط العراق.
حيث اكد احد كبار الشيوخ في محافظة الانبار "فيصل العفاسي" للصحيفة , بالقول "بان روسيا جدية فعلا في الحرب ضد داعش , وتحاول انهاء الحرب قريبا , على العكس من الولايات المتحدة" , فيما اكد شيوخ اخرون للصحيفة بالقول "بان روسيا قد بدات فعلا بتدمير خطوط امداد داعش , بينما تشاهد الولايات المتحدة ارهابيي داعش يتحركون بحرية على الحدود بين محافظة الانبار وسوريا".
ياتي هذا في الوقت الذي اكد فيه مسؤولان امريكييان تم حجب اسميهما للصحيفة , بان الولايات المتحدة على علم بالمقاربة الروسية التي تهدف الى كسب العشائر السنية الى جانبها , وخصوصا بعد العرض الاخير الذي تقدم به الكريملين الروسي للعشائر العراقية السنية , واعدا اياها بتقديم السلاح بشكل اسرع من ذلك الذي تقدمه الولايات المتحدة , وبشكل مباشر دون المرور ببغداد اولا , الامر الذي اعده المسؤولان الامريكييان رفيعا المستوى , بانه خرق للسيادة العراقية , وتجاوز واضح على الحكومة المركزية ذات الغالبية الشيعية في العراق , فيما شددوا ايضا بالقول "بان المقاربة الروسية نحو العشائر لم تحمل ثمارا بعد , وهي ما زالت في مرحلة الاغراء".
كما اكد المسؤولان ايضا , بان التحركات الروسية قد تكون جزء من خطة اكبر ينفذها بوتين , لزعزعة النفوذ الامريكي في الشرق الاوسط , خصوصا حين يقدم نفسه كحليف اساسي يمكن الوثوق به في اي ازمة ارهابية تواجه البلاد.
يجدر الاشارة الى ان الوضع الحالي في الشرق الاوسط قد تسبب بازمات دبلوماسية عديدة بين حلف الناتو وروسيا , كان اخرها الاتهام الذي اطلقه وزير الخارجية البريطاني "فيليب هاموند" , نحو روسيا معتبرا اياها داعمة لداعش في سوريا حيث تستهدف القوات المناوئة لنظام الرئيس السوري "بشار الاسد" , والتي تقاتل داعش ايضا بدورها.
واشارت الصحيفة ايضا , الى ان العراق يسعى حاليا الى المحافظة على شيء من مظاهر الولاء لواشنطن , خصوصا في ظل الظروف الحالية , حيث اوردت نقلا عن المتحدث الرسمي باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي "سعد الحديثي" قوله "بان العراق يسعى الى اقامة علاقات متوازنة مع كل بلدان العالم , والاستفادة من الدعم الذي يقدم لها من اي دولة اقليمية او دولية فيما يخص محاربة الارهاب" , فيما شددت الصحيفة ايضا على ان العديد من المسؤولين وذوي المناصب في العراق يرون في روسيا حليفا اكثر التزاما من الولايات المتحدة.
ومن الجدير بالذكر ايضا , فان الصحيفة قد اكدت خلال تحقيقا , بان لا بصمة حقيقية واضحة لروسيا في المنطقة الخضراء يمكن ان تشاهد الان , مشددة بان المواقع التي يتركز فيها الوجود الروسي الدبلوماسي والامني هو في ثلاثة مناطق فقط , الاول محله قريب مما يعرف باسم "قاعة الخلد" حيث تعمل ما تعرف بــ "خلية الصقور" , وهي الترجمة الفعلية لاتفاقية تبادل المعلومات بين العراق وروسيا وبقية الاطراف ضمن الحلف , والثانية هي ضمن "مركز المعلومات الوطني" الذي يقاد من قبل الجنرال "حسين الاسدي" , حيث اكد مسؤولون روس للصحيفة لم تذكر اسمائهم , بان موسكو تبقي على جنرال رفيع المستوى في هذا المركز دون ظهور اعلامي , كما اكدت الصحيفة ايضا , بان اخر موقع للتواجد الروسي الحقيقي هو في مبنى سكرتارية مجلس الوزراء العراقي , حيث العصب المركزي للعمليات الامنية والعسكرية كافة في العراق.
واضافت الصحيفة ايضا , بان النفوذ الروسي الكبير الذي يثبت وجود منفعة متبادلة بين الطرفين , كما عبر عن ذلك السياسي العراقي ورئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي "حاكم الزاملي" , في تصريح للصحيفة , حيث قال "بان الروس لم يستجيبوا للدعوة السعودية للانضمام الى حلفهم الجديد , على خلفية عدم انضمام العراق وايران الى هذا الحلف" , مؤكدا بان روسيا قد قدمت سلاح خفيف وعتاد مجاني للعراق مقابل المعلومات , حيث اشار الى كون روسيا اكثر التزام مع العراق من الولايات المتحدة.
يذكر بان التحقيق قد تمخض عنه ايضا , بيان حقائق من ضمنها ان روسيا , حاولت فعلا استدراج شيوخ عشائر سنة الى جانبها وتحييدهم عن الولايات المتحدة , حيث اكدت نقلا عن رئيس برنامج الاستقرار العراقي الامني في واشنطن "مارك الصالحي" , بان شيوخ سنة ومواطنين مؤثرين من المناطق السنية في العراق , قد ابتعثوا مندوبا عنهم وهو الشيخ "جمال الدهاري" الى موسكو , حيث التقى الاخير بقادة روس حاليين وسابقين للبحث في سبل تقريب وجهات النظر بين العشائر السنية والمصالح الروسية في المنطقة , فيما اكد المسؤولون الامريكيون بان لا قادة سنة مؤثرين قد اعتنقوا بعد المقاربة الروسية.
فيما اكد شيخ عشائر البو نمر العراقية "نعيم الكعود" في تصريح للصحيفة , "بان العروض الروسية ما زالت اعلامية ولم تترجم الى واقع بعد , وربما هي مجرد عروض اعلامية كتلك التي تقوم بها الولايات المتحدة لتقدم وجهة نظر للعالم بانهم جديون في مواجهة داعش لا اكثر" , متابعا "بان العشائر قاتلت داعش لمدة سنتين وما زالت , وقد تلقت العديد من الوعود من دول عربية واجنبية ومنها الولايات المتحدة , لكن هؤلاء لم يقدموا شيئا حقيقيا الى الان" متسائلا "كيف يمكن لنا ان نثق بروسيا اذن".
يجدر الاشارة ايضا الى ان الصحيفة قد اشارت خلال تحقيقها بان المدافعين عن الجانب الامريكي في العراق , قد اكدوا لها بان الولايات المتحدة قد قدمت ملايين الدولارات من المال كمساعدات انسانية للعراق , بينما لم تقدم روسيا ذلك.
حيث اختتمت الصحيفة تحقيقها بايراد اقتباس عن مسؤول امريكي لم تذكر اسمه محذرا من تكاثف العلاقات بين بغداد وموسكو بالقول "ان شاركتم روسيا الفراش , فان الامر لن ينتهي بشكل جيد".انتهى
|