يتم هذا مع كثرة الصراخ والعويل عن مفردات سياسية تجاوزها الزمن وتجاوزها الإنسان بفعل عامل التقدم في المعرفة وفي ثقافة البناء المجتمعي ، الهوية الوطنية عند المشتغلين في أمور السياسة في العراق ،
تعني المنفعة وما يحصل عليه هذا السياسي من مكاسب وأموال ، يحدث هذا في العراق حين يضج الخلق ويتنابذون الألقاب عن القائمة المفتوحة أم المغلقة ودخل في الخط كل من ظهرت له أظافر وأنياب في زمننا هذا التعيس ، ولهذا أجد ويشاركني الكثير الكثير بان الديمقراطية في العراق حكاية تطول وتتجاوز حقب حتى تنضج ثقافة الوعي وسياسة بناء المجتمع المدني والدولة المدنية ، ولازلنا جميعاً نعمل بنفس الأوراق التي عمل بها النظام السابق ، نعم نحن نسبه ونلعنه ولكننا مثله في كل فعل وحركة وسكون ، مثله في تضليل الناس ومثله في لعبة الشعارات ومثله في كم الأفواه ومثله في تسقيط الناس وتشويه سمعتهم وإتهامهم والأفتراء عليهم ، والمؤسف ان البعض والبعض هذا يظن انه يعيش أكثر مما هو مفروض هؤلاء يصنعون الفشل ويفرحون بالمستبد والظالم والدكتاتور ، وهم من يردد - إن العراق لاينفعه غير الحجاج وصدام - ومن هنا يكبر في رأس المعاند ومن يصله هذا الوصف فيمارس حق اللعب بمشاعر الناس يرافق هذا تجهيل متعمد وتخريب للوعي وللذاكره وللسلوك الحسن ، حتى صرت أترحم على المعري حين قال في وصف الفتنة والفوضى وغياب المنهج وغياب الطريق ، ووصفه ينطبق على حال العراق اليوم فهو ضجة مابين الشيعة والسنة ومابين العرب والكرد ومابين الشيعة والشيعة ومابين السنة والسنة هي ضجة بالفعل وهي فوضى كما يقول يوسف شاهين ، وفي هذه الضجة بل وفي هذه الفوضى يظهر النفاق بكل تلاوينه وبكل اشكاله يظهر في مناطق الريف والمدينة ، وكلما زاد الجهل وتفشت الأمية الثقافية كثر الدجالين وأهل العمائم المزيفة الذين يرقعون ويفتقون حسب ما يدر عليهم ضلك ومن اية جهة لا يهم ، وعشائر العراق التي كانت يوم كانت رمزاً للعفة والشهامة والنخوة تلاشت وغدت كغيرها من فصائل المواطنة الجديدة تسبح وتقدس من يعطيها الورقة والورقتين - وهم في ذلك يعملون وفق المثل القائل : من تزوج أمي أصبح عمي - والتعويل عليهم في تصحيح مسار أو مساعدة في بنيان تعويل على الموتى ولهذا من يزور العراق ويتجول في مناطقه متنكراً يشعر بهذا ويلمسه ويعتقد إن الديمقراطية لن تكون في العراق ولن تصنع الإنتخابات ماهو مرجى منها ، فالغش والخديعة والكذب والتدليس وكل موبقة صارت عادة يمارسها من هم قريبين ومنتفعين ، وقوى الحق والعدالة ينقصها المال والدعم وينقصها الجرأة وتحتاج لنبذ الأنانية وضيق الأفق ويلزمها الواقعية والإيمان بحق الشعب ، هنا نقول قد ضاع الوطن وضاعت الهوية ولم يبق غير العمل والعمل المخلص والشريف وتكاتف الجهود ونبذ الأنا الزائد ورفع شعارات واضحة محددة ومفهومة ، والسعي بين الناس كدعاة ومبشرين ومنذرين وعندها يمكن ويمكن كذلك الحفاظ على ماتبقى من قيم وهوية ...