من هو زعيم العرب الآن... رجب طيب أردوغان ام علي خامنئي، دونالد ترامب، ام فلاديمير بوتين ام بنيامين نتنياهو؟
قد تكون مشكلة العرب، وهم بارجلهم الخشبية عند نقطة التقاطع بين لعبة الامم ولعبة القبائل، انهم من دون زعامة او من دون زعامات. كثيرون باتوا جثثاً مع وقف التنفيذ وما زالوا يحكمون بلدانهم، وكثيرون يمتلكون كل مواصفات الدمى وما زالوا على المسرح.
ما الغرابة هنا اذا كنا، بايديولوجياتنا الرثة، نحفر القبور لنقاتل بعظام موتانا بعضنا البعض. وحين كان صوت جمال عبد الناصر يدوي من جبال الاوراس وحتى ضفاف الكاريبي أكانت الكرة الارضية تهتز. الآن، العالم العربي (الافتراضي) كرة من الزجاج.
ولطالما قيل ان مصر زعيم من دون شعب وان سوريا شعب من دون زعيم. اين الزعيم في مصر واين الشعب في سوريا الآن؟ وهل هي حقاً نهاية التاريخ ام نهاية الزمن على حد قول بعض اساقفة الغيب...
من زمان، ونحن ننتظر من مصر الموقف المدوي، كما الصوت المدوي، حين تكون هناك تركيا، وحين تكون هناك ايران، لماذا لا تكون هناك مصر؟
في القاهرة قيل لنا ان اغراق مصر في ازماتها الاقتصادية والاجتماعية يبدو مبرمجاً على المستوى الاستراتيجي، هكذا لتبقى بعيدة ولكي يتسنى للعبة الامم تفكيك او تفتيت او بلقنة المنطقة...
وقيل لنا ان الاجهزة المصرية لديها تفاصيل مذهلة عن تورط اجهزة عربية، وبالتواطؤ مع اجهزة تركية، وغربية بطبيعة الحال، من اجل انتاج تنظيم «داعش» ومشتقاته وشقيقاته لاستخدامها لاغراض سياسية، واحيانا لاغراض شخصية او مذهبية، ما دام العقل القبلي يحكم المسار التاريخي للعرب منذ اكثر من الف عام...
وكم كان جمال الغيطاني رائعاً حين سأل «كيف لاولئك الذين بغيّهم هدموا الاندلس حجراً حجراً، وردة وردة، من اجل ليالي الف ليلة وليلة ان يكون يها مكان في التاريخ؟». استطرد غاضبا وعاصفاً، اكاد اصدق الذي يقول ان البربر هم من صنعوا الاندلس وان العرب هم من دمروها».
الآن، يعلو صوت الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدما تبين له ان المساعدات التي قدمها بعض العرب لمصر انما تتوخى وضع اليد على مصر. من زمان والمسؤولون المصريون يحذرون من ادارة طواحين الدم في سوريا والعراق لان العرب الذين يدفعون كل تلك المليارات انما يعملون تحت امرة او لمصلحة السلطان العثماني اما الايرانيون الذين لهم طموحاتهم الجيوسياسية فليسوا اكثر من حالة طارئة على ارض العرب ان بسبب الحساسية التاريخية او بسبب الحساسية المذهبية...
القاهرة تقول ان ثمة غزوا عثمانيا لسوريا والعراق، العرب ضالعون في هذه العملية التي لا تنهي سوريا والعراق فحسب بل انها تنهي كل العرب، والسيسي لم يقل انه مع اي نظام قال انه مع الجيش الوطني السوري ومع الجيش الوطني العراقي.
هذا الكلام له دلالته، لا يمكن للايرانيين مهما فعلوا، ومهما حاولوا اختراق المجتمعات العربية ان يستعيدوا امبراطوريتهم بالسيطرة على ارض عربية. الاتراك المتاخمون لسوريا وللعراق يفعلون ذلك في وضح النهار، وبمنتهى الغطرسة، من قبل ذلك الديكتاتور الفظ الذي اقال كل رؤساء وعمداء الجامعات، واناط بشخصه صلاحية التعيين، فهل من طاغية في العالم او في التاريخ، يمكن ان يقدم على مثل تلك الخطوة؟
بدا ان مصر تريد ان تستعيد دورها كانت «الديار» اول من اشار الى احتمال تقديم السيسي مساعدة عسكرية لسوريا والعراق، وبعدما اظهرت التطورات ان الامن الاستراتيجي العربي على وشك الانهيار الكامل، وبعدما اظهرت التحقيقات مع مسؤولين في التنظيمات المتشددة في سيناء ان هذه التنظيمات تتقاضى «اجورها» من اجهزة استخبارات عربية وتركية لتدخل مصر في مسلسل الخراب...
تدخل مصري لا بد ان يحدث تغييرا في خارطة المعادلات، كلام عن خطوات عملية على الارض لننتظر...