الجيش السوري والحلفاء سيطروا على «مخيم حندرات» ويواصلون التقدم شرق حلب
تمكن الجيش العربي السوري وحلفاؤه ولواء القدس الفلسطيني من تضييق الحصار على المسلحين في احياء حلب الشرقية بعد ان سيطروا على مخيم حندرات الفلسطيني شمال شرق مدينة حلب بعد اشتباكات عنيفة مع الجماعات المسلحة وتحديداً حركة زين الدين زنكي.
الهجوم على مخيم حندرات جاء تحت غطاء جوي روسي، وقامت الطائرات الروسية بقصف غير مسبوق مع الطائرات السورية لمراكز المسلحين في حندرات وضواحيها ومستشفى المعادي ادى الى تقدم الجيش السوري.
وفي ظل هذه التطورات كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعتذرت للرئيس السوري بشار الاسد عن شنها الضربة الجوية على الجيش السوري في دير الزور، وهذا الخبر اكدته مصادر سورية وبان الاعتذار تم عبر ممثل سوريا في الامم المتحدة الدكتور بشار الجعفري.
وبالنسبة للاوضاع العسكرية والتطورات في حلب اكد قائد ميداني سوري إن قوات الجيش قضت على أعداد من المسلحين ودمرت أسلحتهم وعتادهم.
وأضاف المصدر أن الجيش واصل العمل على تفكيك كميات هائلة من الألغام والمفخخات، ما اعاق إلى حد كبير التقدم، الذي يحرزه في المخيم منذ الخميس الماضي.
وأكد المصدر أن الجيش بسط سيطرته أيضا على مقطع الشاهر الاستراتيجي، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي تنظيمي «جبهة فتح الشام» («النصرة» سابقا) و«أحرار الشام»، خلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم، مستطردا أن المسلحين عملوا على إجلاء جرحاهم قبل فرارهم.
وأشار القائد إلى أن التقدم الملموس، الذي حققه الجيش في مخيم حندرات ومقطع الشاهر، سيتيح له السيطرة النارية على مشفى الكندي، الذي أصبح بحكم الساقط.
السيطرة على حندرات
وأفاد مصدر عسكري سوري بأن وحدات من الجيش والقوات المسلحة خاضت معارك عنيفة في محيط بلدتي معان والكبارية وعززت دفاعاتها في منطقة كراح بريف حماة الشمالي وكبدت المجموعات الإرهابية من جبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها خسائر كبيرة.
وأعلن مصدر عسكري السيطرة الكاملة على مخيم حندرات شمال شرق مدينة حلب بنحو 13 كم بعد القضاء على آخر تجمعات التنظيمات الإرهابية فيه.
وقال المصدر في تصريح لـ سانا إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة استعادت السيطرة بشكل كامل على مخيم حندرات بعد القضاء على العديد من الإرهابيين وتدمير أسلحتهم وعتادهم.
وأضاف المصدر إن «وحدات الهندسة تقوم بإزالة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون والبدء بتثبيت نقاط فيها بهدف جعلها منطلقا لتوسيع العمليات ضد الإرهابيين في المنطقة».
وارتكبت التنظيمات الإرهابية في منطقة مخيم حندرات خلال الفترة الماضية العديد من المجازر والجرائم بحق الأهالي ولا سيما «حركة نور الدين الزنكي» الإرهابية التي قامت بذبح طفل فلسطيني يبلغ من العمر 12 عاماً والتنكيل بجثمانه وتصوير جريمتهم وبثها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتنتشر في عدد من أحياء حلب وريفها مجموعات ارهابية تابعة لما يسمى «أحرار الشام» و«الحزب الإسلامي التركستاني» و«جيش السنة» و«فيلق الشام» و«حركة نور الدين الزنكي» وغيرها من التنظيمات الإرهابية ذات الفكر الوهابي المتطرف المرتبطة ارتباطا كليا بنظام أردوغان الذي يسهل دخول الإرهابيين المرتزقة إلى سورية.
على صعيد متصل، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات تابعة للجيش السوري ومسلحي «جبهة فتح الشام» («النصرة» سابقا) على محور حي الشيخ سعيد جنوب حلب، مشيرة إلى أن وحدات من الجيش تمكنت من إحراز تقدم في الحي، بالتزامن مع استهداف تجمعات ونقاط انتشار المسلحين في المنطقة بالمدفعية وراجمات الصواريخ.
وفي ريف محافظة حماة الشمالي احتدمت أيضا اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومسلحي «جند الأقصى» على أطراف بلدة معان، في وقت قصف فيه الطيران السوري تجمعات المسلحين المتشددين في كل من بلدات اللطامنة ومورك و معردس.
المصدر السوري المعارض اعترف بسيطرة الجيش السوري وحلفاؤه على مخيم حندرات وبعض المواقع المحيطة مما ضيق الحصار على المسلحين.
فيما طالب رئيس الهيئة العليا للمعارضة رياض حجاب بتدخل عسكري اميركي مباشر لوقف اندفاعة الجيش السوري.
لافروف: لا نفع للهدنة دون فصل الإرهابيين
من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي في نيوريورك أنه لا جدوى من نظام وقف إطلاق النار في سوريا دون الفصل بين فصائل المعارضة والنصرة.
وأشار لافروف إلى أن إصرار بعض أطراف المعارضة السورية على تنحي الأسد ينتهك بوضوح القرارات الدولية.
وأكد لافروف، أن روسيا لن تنظر بجدية في طلبات وقف أعمال الطيران الروسي والسوري بشكل أحادي الجانب.
وقال لافروف: «إذا كان الأمر سيتلخص مجددا في الطلب من القوات الجوية الفضائية الروسية والقوات الجوية السورية القيام بخطوات أحادية الجانب للتوقف لمدة 3 - 4 أيام لإقناع المعارضة بالابتعاد عن «جبهة النصرة»، فلن نأخذ هذه الأحاديث على محمل الجد. واعتبر لافروف أنه ليس هناك مجال لاستئناف العمل بنظام وقف إطلاق النار في سوريا إلا على أساس جماعي. وقال: «لا مجال الآن للحديث عن إنعاش الهدنة إلا على أساس جماعي، عندما لا نحتاج إلى إثبات أي شيء لأحد على أساس أحادي الجانب».
وعبر لافروف عن استغرابه قائلا إن «الوضع غريب بعض الشيء. أبلغت وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ثم في لقاء المجموعة الدولية لدعم سوريا، بأن الوضع في دير الزور يختلف عنه في حلب حيث يتغير خط التماس بانتظام، بل هو ثابت (في دير الزور) منذ أكثر من عامين».
وأوضح أنه »يصعب أن نصدق أن مخابرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» على كامل أراضي سوريا، لا تعرف المواقع. إلا أنني لا أريد اتهام أحد بشيء».
وأشار وزير الخارجية الروسي، إلى أن الولايات المتحدة اعتذرت للرئيس السوري، بشار الأسد، عن شنها الضربة الجوية على الجيش السوري في دير الزور. وأضاف: «أبدينا خلال الأشهر الماضية بضع مرات تعاونا وأعلننا عن هدن منسقة مع الأميركيين حول حلب لمدة 48 و72 ساعة، وكل مرة كنا نتأكد أن هذه الهدن استخدمت لأمداد المسلحين، بمن فيهم عناصر «النصرة»، بالأفراد والغذاء والسلاح».
الديار