من مرحلة الفوضى المطبقة إلى مرحلة الفوضى المبرمجة، باتجاه دويلات الطوائف والاعراق، والدولة التي كان يوما اسمها العراق، رياح الاحتلال تعصف بالجذور والبذور، نافخة بالحال وعلى منوال متحرك دوار، حتى صار، المنخفض مطب، فيه تهريب وتسريب وعطب!
صار، المنخفض مطب، فيه تهريب وتسريب وعطب! النفط مرهون، والشعب بين مطارد ومهجر ومعذب ومغيب ومسجون، قواعد غير مرئية، وعملية سياسية لا تستغني عن الوجود الأمريكي لانه ضامن لها وبها استقرار حصته التي لا تعلو عليها حصة وحصص عناصرها! هكذا فعل الاحتلال وعلى هكذا حال يريد ترتيب أوراق العراق قبل ان ينسحب من امام الانظار، فماذا يرتب يا ترى اعداء أمريكا في العراق؟ أمريكا تريدها غوغاء طائفية وعرقية، فماذا يريد العراقيون؟ أمريكا تريدها ثروات مستباحة لها، وتريد واجهات عراقية تخدمها فماذا يريد المقاومون؟ أمريكا تريد قواعد عسكرية مؤثرة باتفاقات ومنافع متبادلة فكيف سيرد الناقمون؟ أمريكا بيديها العصى والجزرة، ترغب وترهب وتلعب على التناقضات فبماذا يلعب الرافضون؟ أمريكا تستخدم العراق واهله مطبخا لطبخ ما تريد هنا وهناك فهي تستدعي اعداؤها اليه وتستخدمهم وقودا للطبخ الشرق اوسطي ومن نفطه تطعم نارها المستعرة على نفوط العالمين، فماذا يطبخ المتصدون؟ اسئلة كثيرة وكثيرة، ومع اختلاف اجوبتها تختلف وتتباين مواقف ومواقع القوى العراقية التي دخلت حضيرة العملية السياسية والقوى التي تقاومها، اضافة الى القوى التي وردت على العراق من الجوار لقتال الأمريكان او لمشاغلتهم حيث المجال مفتوح وعلى مصراعيه وبتسهيلات أمريكية، وهنا يلعب الأمريكان لعبتهم التي ينفذها ثلاثة منفذين اولهم القوات الرسمية الأمريكية وحلفاؤها التي يقدر عددها الفعلي بحوالي 160 الف مقاتل ومعاون ومخابر، وثانيهم الجيش الخفي "السري" او جيش الظل وهو مكون من تشكيلات المرتزقة الذين يعملون تحت اسم شركات الحماية الخاصة والمهمات الخاصة او القذرة، الذي كان قد اهتم بأمر استخدامه وتطويره واعتباره رديفا للجيش النظامي دون ان يحسب عليه، وليس لها ما للجيش النظامي من نظام وحقوق، وعليه ما يوصيه به مقاولوه ايام الحروب، السيد ديك تشيني ومنذ ولاية بوش الاب، لقد وصلت اعدادهم في العراق أكثر من 100 الف مجند وهم في تزايد مطرد! ثالثا التشكيلات العراقية المسلحة التي اعدت قبل الغزو ودربت في أمريكا وهنغاريا وتم اضافة تشكيلات جديدة لها بعد الغزو وخاصة من عناصر ميليشيات البيشمركة والمؤتمر الوطني التابع لاحمد الجلبي واخذت تعمل كقوات رسمية في الجيش العراقي الجديد ولقادتها اجندة أمريكية صرفة، ورغم قلة هؤلاء العددية الا ان تأثيرهم عميق في مجريات الامور على المشهد المضطرب في العراق حيث يحتل اغلبهم مواقع حساسة في اجهزة المخابرات العامة والامن ووزارة الدفاع والداخلية! اضافة الى استثمار ميداني في تحركات الميليشيات الحكومية والحزبية والطائفية! لعبة الأمريكان تتجسد في جعل البلاد عاجزة عن الاستغناء عن خدماتهم، فاذا نجحت في جعل كل حارة عراقية تقاتل اخرى فانها ستسيطر على العصب المحرك لكل الحارات، وهذا ما عملت من اجله نظريا قبل الغزو حيث احتوت اجزاء كبيرة من المعارضة السابقة على اساس طائفي وعرقي وليس على اساس الانتماء العراقي، وعمليا بعد الغزو والاحتلال مباشرة، فكان تشكيل مجلس الحكم ومن ثم الانتخابات والدستور والاستفتاء عليه وكل الاجراءات الاخرى المترتبة على التصنيف الاوطني والساري المفعول بعد الغزو وحتى الان، وكان لتصفية المؤسسات الوطنية التي تتبع نظريا وعمليا للدولة العراقية وليس للسلطة السابقة - كالجيش وقوات الامن وحرس الحدود، والقطاع العام، واخيرا المؤسسات النفطية العراقية وقوانينها- كلها مؤشرات لتكامل مسارات المشروع الأمريكي في العراق حيث تعاد صياغته بشكل يتيح للأمريكان البقاء فيه اطول فترة ممكنة وبشكل مباشر او غير مباشر كما الحال في افغانستان وكوريا! هذا ما تريده أمريكا فماذا يريد اعداؤها في العراق؟: اعداء أمريكا في العراق والذين يصارعوها بكل الاشكال ينقسمون بدورهم الى ثلاثة اقسام رئيسيةالقسم الاول: هم فصائل سياسية ومسلحة اسلامية وقومية ويسارية عراقية، كلها تعمل لاهداف وطنية مخلصة وتقاوم المحتلين بكل الاساليب المتاحة وتلتقي اغلبها على طريق تحرير العراق وطرد المحتلين وتصفية عمليته السياسية لتقام محلها عملية سياسية وطنية تفتح الافاق للتنمية المستدامة باستقلال سياسي واقتصادي وشروع ديمقراطي مؤسساتي ينظم العراقيين على اساس هوية ودرجة واحدة من المواطنة العراقية لا غير، ومن بين هذه القوى، الجيش الاسلامي، كتائب ثورة العشرين، جيش المجاهدين، اطراف من التيار الصدري، وتنظيمات الجيش العراقي، وتنظيمات مسلحة قومية، ويسارية وبعثية، وتتقاطع اهداف هذا القسم الرئيسي في مقاومته وحزمه وبصيرته مع الاقسام الاخرى التي لها اجندة غير اجندته، ان هذا القسم يشكل امل حقيقي للشعب العراقي في خلاصه من المحتلين وتداعياتهم المدمرة. القسم الثاني: الجماعات الدينية التكفيرية الواردة على العراق من كل حدب وصوب، ويطلق على فصائلهم وخاصة جماعة القاعدة بالمقاومة العمياء، فيهم المتطوعون وفيهم المحترفون القادمون من افغانستان عبر ايران ومن الجزائر والمغرب ومعظم دول المنطقة بما فيها الكويت، وفي البدء كانت تنظيمات انصار الاسلام المتواجدة في المناطق الحدودية لشمال العراق مع ايران هي اكثر التنظيمات المتشددة حضورا وكانت تتميز بتغلغلها بين اوساط الاهالي في مناطق حلبجة وقرداغ واثبتت الاحداث ان لايران دورا كبيرا في تغذيتها فاغلب مقراتها كانت قرب او داخل الحدود العراقية المواجهة لمناطق شمال العراق وحتى وقت قريب كانت مقارها علنية وبتأييد ايراني مبطن وحتى يتفادوا الاحراج اغلقوا مقارها العلنية بعد طلب صريح من جلال الطالباني لان اغلب نشاطهم يتركز في مناطق سوران التي تخضع لهيمنة حزبه! تدريجيا تكونت بؤر قوية للتنظيمات ذات الميول القاعدية والممولة من الخارج وخاصة في المناطق القريبة من الحدود الغربية للعراق مع الاردن وسوريا والسعودية وفي بداية الغزو حصل نوع من التؤمة بين الجماعات العراقية المقاومة والجماعات الجهادية الواردة على الاقضية والنواحي وسطوغرب العراق وكان الكل منهمك في ترتيب اوضاعه لمقارعة الأمريكان ومن يساندهم، وتدريجيا ايضا اخذ المجاهدون الواردون على العراق العمل بشكل انفرادي محاولين فرض نموذجهم على المناطق التي احتضنتهم كمجاهدين لنجدة المقاومين العراقيين والتي لم تحتضنهم لاقتناعها بخلفياتهم او بما يعتقدوه من تأويل بدعي في معتقدات الاسلام! ان نماذج تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، والامارة الاسلامية في غرب العراق، كلها مؤشرات على تخبط الجماعات الجهادية التكفيرية الواردة على العراق، فهي لم تستطيع تكييف نفسها لتكون سند ومعين للمقاومة العراقية بل برزت لديها نبرة اخضاع الحالة العراقية لما تراه هي مناسب وبعد ذلك حاولت اخضاع الجماعات العراقية لارادتها الخاوية من اي مقوم وطني وبعد سياسي باهداف معقولة ومقبولة اجتماعيا وفكريا ودينيا واستراتيجيا! من هنا كانت الخلافات تبرز بين الفينة والاخرى، وبعد ان صلب عود المقاومة العراقية وتغلغلت في معظم المجالات والمناطق المؤثرة وبعد ان اذاقت المحتلين الامرين، انحسر نفوذ ومسعى الجهاديين الواردين، لكن الدعم الخارجي الايراني والاستخباري العربي والأمريكي لم يرد لهم الانكفاء لذلك تزايدت اعداد الواردين وتزايدت امداداتهم فاخذوا يحتكون بالاهالي ويتدخلون بشؤونهم ويحاولون فرض نمط تفكيرهم على مشايخ ووجهاء المناطق التي يتواجدون فيها، ومن هنا ازدادت مخاطر الانفلات المقاوم المضر بالاهالي وببرنامج وتكتيكات واستراتيجيات المقاومة الوطنية الاصيلة، لذلك سعت الى تركيز محاولاتها لحصر نشاطات هذه الجماعات المنفلته ودفعها لمقارعة المحتلين دون ان تفرض على الاهالي نمطها وبرنامجها! وقد نجحت في بعض الاحيان ولم تنجح في الكثير منها، مما جعلكشف الغطاء عنها بحيث تكون منشغلة بالمحتل اولا ودفعها باتجاهه انجع تكتيك ممكن حتى اشعار اخر، وهذا ما حصل فعلا، والامر ذاته لم يسلم من محاولات المرتزقة وعملاء الأمريكان لتجيير ما يجري لحسابهم، لكن المقاومة كانت متنبهة ومستعدة لهذا الاحتمال فكبريات عشائر المناطق الغربية كالدليم والجبور والعبيد ضاقت ذرعا من تصرفات الواردين وافعالهم وطالبت المقاومة بتخليصها من شرور هيمنتهم، وهنا كان استدراج القوات الحكومية والمساومة المشروعة معها كتكتيك يفيد العشائر ويعزز موقفها امام تجمعات الواردين ويجعل المقاومة الوطنية طليقة اليد بعملها ضد المحتلين، لكن بعض المتهافتين وضعفاء النفوس من صغار القوم فهموا الاشارة على انها تغير في الولاء وانقلاب على منهج المقاومة، وبعضهم كان يسيل لعابه للعروض التي يلوح باغداقها عليهم المحتل الأمريكي - مناصب سياسية وادارية، رواتب مجزية لهم ولرجالهم، تسليح وامدادات- حتى قبل الشروع بهذا التوجه بل انها حاولت تسريعه والعمل لجعله هو السائد في المنطقة، لكن صرامة وحزم فصائل المقاومة حالت دون ذلك! وقد تعاهدت عشائر الانبار على تشكيل مجلس لها يكون هو المنسق لضبطمناطقها وجعلها غير خاضعة للغرباء - الواردين او الأمريكان-حتى لو اقتضى الامر التفاوض مع الأمريكان انفسهم! نجحت العشائر في تحقيق جزء كبير من هدفها الاول اي مقارعة الواردين لكنها تواجه تعثر في عملية تكييف الوضع الجديد وتسخيره لخدمة المقاومة الوطنية ذاتها وليس العكس، والسبب الرئيسي هنا هو وجود عناصر خائنة استهوتها اللعبة! ومنهم ابوريشة وجماعة صغيرة ليس لها حظوة تريد من الامتيازات التي حصلت عليها من المحتلين ما يوسع حظوتها، لكن الامر وكما كان متوقعا انعكس على اصحابه بحيث فروا حتى من ديارهم بلا حظوة تذكر غير حظوة المال! لقد خاب ضن الأمريكان وحكومتهم من ان يكون مجلس الانبار ذراعا لهم بوجه المقاومة فقد انسحبت من هذا المجلس كل العشائر التي لا تريد تشويه سمعتها واما المتبقون فيه فهم بين نارين لكنهم اقسموا لن يكونوا الا عونا للمقاومة الوطنية، فهذه العشائر قد صحت على نفسها من استدراج أمريكي يريدها ان تكون عميلة له، وحتى لو هادنته واخذت سلاحه فهي تدرك بالفطرة انها لن تكون الا مع المقاومة ومن يخذل المقاومة يطارده عار الخيانة اينما ذهب، ولا احد ينقذ الانبار الا مقاومتها وعشائرها من كل معتدي وآثم ومحتل وغاصب! ان تفجير فندق المنصور الذي ادى لمقتل العديد من شيوخ هذا المجلس يؤكد حقيقة ما ذهبنا اليه من ان الأمريكان وحكومتهم لا تتوجس بهذه المشايخ الا الريبة! لقد جذب انتباهي لقاء تلفزيوني كان قد اجراه تلفزيون الفرات التابع للائتلاف الحاكم في العراق مع الشيخ رشيد السلمان احد شيوخ مشايخ الدليم ومن اعضاء المجلس، حيث كان مقدم البرنامج يلف ويدور ليجعل الشيخ يقول ما تريده المحطة ولم يفعل الشيخ، فقد اصر في حديثه على ان عشائر الانبار قاتلت من لا يستمع لها ولا يحترم عاداتها وتقاليدها وهي قاتلت الذين يفرضون انفسهم عليها لكنها لا تقاتل المقاومة الوطنية الشريفة، وقد وضح الشيخ الشاب ان الاحتلال ومن يدس معه لا يستطيعون تفرقة العراقيين طائفيا وقد جرب هذا الطريق قبلهم المستعمر البريطاني، وقال نحن نمتحن ما يتعهد به الأمريكان وحكومة المالكي من انهم يريدون الخير لنا ومن ان الاحتلال سينسحب وقريبا! فالانبار صاحية مادامت المقاومة بخير وعشائر الانبار وصلاح الدين وديالى هم روافد هامة من روافد تلك المقاومة التي لا تنام حتى تحقق كامل اهدافها. القسم الثالث والاخير: تنظيمات ميليشياوية ومخابراتية وعسكرية مختلطة ايرانية عراقية، اغلبها تابع لجهاز اطلاعات الايراني بالتعاون مع جهازي الحرس الثوري وجيش القدس وهذه التشكيلات كانت لها جذور منذ حرب الخليج الاولى وزاد الاعتماد عليها وتوسيعها بعد اندلاع حرب الخليج الثانية وجرى استخدام المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وفيلق بدر كواجهة عراقية لهذا النشاطاضافة للنشاط الايراني الخاص اي غير المختلطوالذي ينفذ اهداف محددة جدا وحساسة وقد تكون اهدافها مثلا تصفية بعض الوجوه الشيعية غير الموالية او بتصفيتها ستحدث تداعيات تستفيد منها ايران وهكذا، لقد استطاعت هذه التشكيلات دخول العراق والعمل به لتحقيق الاهداف المرسومة لها ايرانيا وتحديدا بعد احتلاله، وايران مازالت الملجأ الامن لها وهي تتواصل معها تدريبا وتمويلا، وقد عملت هذه التشكيلات تحت عناوين مختلفة، منها منظمات مجتمع مدني، منظمات اغاثية، جمعيات دينية، مكاتب ووكالات تجارية، وبعد ان تحقق الهدف الايراني بان تكون التنظيمات الشيعية التي ترعرت في احضانها هي القوى المهيمنة على الواجهة العراقية للحكم - المجلس الاعلى وحزب الدعوة- جرى دفعها باتجاه ان تخترق عناصرها كل مؤسسات الدولة وخاصة العسكرية والامنية والمخابراتية وحتى يتحقق لها ذلك يجب ان لا تكون باي حال من الاحوال بحالة تصادم مع الاحتلال الأمريكي وسياسته طالما هي لا تعترض على التغلغل الجاري، وراحت المخابرات الايرانية تخطط للتغلغل بصفوف التيار الصدري وجيش المهدي في محاولة منها للمراهنة عليه باستخدامه عند الطلب كواجهة تصادم واستنزاف للأمريكان، ويتفرغ فيلق بدر ومن معه من مجندين ايرانيين للسيطرة التدريجية على اجهزة الدولة الحساسة، ولم تكتفي ايرن بذلك بل لديها نشاط خاص بمنطقة البصرةيتولى مهمات التعامل مع القوات البريطانية عند الطلب وذلك بواسطة فصائل محدودة العدد عالية التدريب، اضافة لكل هذا فان للقنصليات الايرانية المنتشرة في العراق نشاط يخدم خيوطلعبتها في العراق، وما استطاع الأمريكان كشفه من خلال اعتقال الدبلوماسيين الايرانيين الخمسة في قنصلية اربيل امر يشير الى عمق التغلغل الايراني في العراق الجديد من الشمال الى الجنوب، وان لهم صلات بالواسطة مع تنظيمات القاعدة، ولهم مسؤولية جنائية عن تفجيرات مراقد لائمة في سامراء! ايران تؤسس في العراق اذرع طويلة وقوية تمكنها من مصافحة الأمريكان لحساب مشاريعها الخاصة - ملفها النووي- او ان تستخدمها ضدهم في حالة الاصرار الأمريكي على المواجهة معها،وفي كلا الحالتين فان العراق وشعبه من يدفعا الثمن! القسم الثاني والثالث يشكلان خطرا حقيقيا على النضال الوطني العراقي وهما ينغمسان في تشتيت الجهد الشعبي المقاوم، والاكثر خطورة مكونات القسم الثالث لما تمتازبه من انتهازية وبرغماتية متلونة بالاصباغ الطائفية والعرقية التي هي موضوعيا حليفة للاحتلال في سعيه لتفكيك اللحمة الوطنية وتقسيم الشعب والدولة باجندة احتلالية مزدوجة أمريكية ايرانية! لقد اثبتت تجربة الاربع سنين الماضية ان الطرف الوحيد المؤهل لقلب معادلات المحتلين وعملاؤهم وردع اطماع الايرانيين ومحاولاتهم جعل العراق ساحة لمعاركهم او مساوماتهم مع الأمريكان هي المقاومة العراقية بكل اشكالها وعلى راسها المقاومة الشعبية المسلحة وحاضنتها كل حواضر وارياف العراق، اثبتت التجربة انها الامل الواقعي والموضوعي والوحيد للخلاص من كل الاوبئة التي حلت في العراق، وتعلمنا كل التجارب انه فقطبوحدتها البرنامجية والميدانية وعلى اساس مشروع للخلاص الوطني الذي لا افق امامه الا بتعميق قاعدتها الشعبية وباستخدام مختلف وسائل الكفاح المتاحة وتأهيل ذاتها بالتفاعل مع حاضتها سياسيا وعسكريا واستنباط حلول واقعية للمعضلات الجديدة مع وضع التصورات التكتيكية والاستراتيجية للمراحل القادمة قبل وبعد التحرير، تعلمنا التجارب ان كل ذلك مطلوب وجوبا لتحقيق النصر المرتجى، ان اي منزلق طائفي او عنصري او مناطقي هو عمل اجهاضي لا يستحق منها الا العزل والاستبعاد، ولا صوت يعلو فوق صوت مقاومة الشعب الوطنية.