لاول مرة منذ العام 2003 الجيش العراقي داخل تكريت، تكريت محاصرة، وسقوطها مسألة ايام إن لم نقل مسألة ساعات او خلال يومين او ثلاثة. تكريت اصبحت بحكم الساقطة عسكرياً والجيش العراقي يحاصرها من كل الجهات وقد اخترق تكريت من ناحية الجنوب ودخل احياء فيها.
جمع تنظيم داعش عناصره من سوريا للدفاع عن تكريت في محاولة مستميتة لعدم سقوطه في يد الجيش العراقي المدعوم من ايران، الا ان محاولة داعش باءت بالفشل ويبدو انه للمرة الاولى منذ الاحتلال الاميركي لتكريت سيدخل الجيش العراقي الى تكريت.
هناك 6 آلاف مقاتل داعشي سيستسلمون او يموتون، وحشد داعش آلاف المقاتلين من سوريا وبعض المناطق العراقية للدفاع عن تكريت لكنهم لم يستطيعوا الوصول اليها، وهم الآن ينتشرون حولها فيما عناصر الحشد الشعبي والجيش العراقي يهاجمون العناصر الداعشية ويقتلون منهم العشرات حتى ان تنظيم داعش سحب مقاتلين من مناطق القلمون وارسلهم الى العراق، كما تم سحب عناصر من داعش من الرقة واطراف دير الزور والحسكة وحلب للقتال في تكريت انما الوضع بات بالنسبة لداعش ميؤوساً منه. وبالتالي فان تكريت ستسقط بيد الجيش العراقي وستلحق هزيمة كبرى بداعش وستكون لها تداعيات وبعدها ستبدأ معركة الموصل وستكون اكبر المعارك.
لاول مرة ينكسر تنظيم الدولة الاسلامية داعش بهذا الشكل ومن دون دعم قوات التحالف الدولي التي ماطلت طويلاً في ارسال جنود وتقديم الدعم الجوي للجيش العراقي، لكن المستشارين الايرانيين وعلى رأسهم الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني كانوا مستشارين للجيش العراقي وساعدوا في انتصاره وستنعكس خسارة داعش في تكريت على المنطقة كلها وعلى سوريا وعلى منطقة القلمون والبقاع وتحديداً السلسلة الشرقية الشمالية من عرسال الى رأس بعلبك وتكون مرحلة جديدة قد بدأت ذلك ان داعش اصبح في خط الدفاع ويتراجع امام تقدم الجيش العراقي الذي سيسترد المواقع التي احتلها داعش منذ اشهر.
سير المعارك العسكرية
تحرير مدينة تكريت من «داعش» بات مسألة محسومة حيث استعاد الجيش العراقي والحشد الشعبي مساحات كبيرة من المدينة بعد 12 يوما من المعارك الطاحنة مع تنظيم الدولة الاسلامية كما يواصل الجيش العراقي تقدمه نحو وسط وشمال المدينة رغم الحذر في مواجهة اعمال القنص والعبوات الناسفة الامر الذي يبطئ تقدمه قليلا، حسب ما اعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي. واشار العبيدي الى ان هناك تقدماً واضحاً يجري في الشارع العام وسط تكريت الذي يخترق المدينة من حي القادسية في الشمال إلى موقف السيارات في الوسط لافتا الى ان الهدف هو وصول القوات إلى شارع الباشا في شرق المدينة، وصولاً إلى القصور الرئاسية مؤكدا ان النصر للجيش العراقي في هذه المعركة.
وبذلك تكون عملية «لبيك يا رسول الله» قد حققت نجاحا وهي العملية التي اطلقها رئيس الحكومة حيدر العبادي «من مركز العمليات في مدينة سامراء ومن دون مشاركة طائرات التحالف الدولي. واستعادة تكريت من مسلحي داعش له دلالة مهمة اذ لن يستطيع داعش بعد اليوم ان يصمد ويقاوم في العراق. وفي هذا الاطار صرح القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، لو كان «داعش» يستطيع المقاومة في تكريت لقاوم، لأن المرتفعات الواقعة قربها كانت تساعده على ذلك وحين فشل في الصمود، فإن ذلك يعني أن المدينتين الباقيتين بيده، أي الفلوجة والموصل، ستتحرران من يد عناصره أيضاً وسيزول «داعش» من العراق».
في التفاصيل، يتجه 30 الف عنصر من الجيش والشرطة وفصائل شيعية مسلحة وابناء العشائر السنية تجاه مدينة الحويجة جنوبا،والتي وصلت قوات البيشمركة إلى مشارفها واحكمت سيطرتها على مناطق قريبة من الحويجة. كما افادت القوات العراقية أنها قتلت عشرات المتطرفين في هجمات جنوب كركوك كما نجحت الشرطة الاتحادية في تكبيد داعش خسائر كبيرة وقطع طرق امداد التنظيم.
وفي السياق ذاته، اكد مصدر امني في قيادة عمليات سامراء في محافظة صلاح الدين وسط العراق ان القوات العراقية والحشد الشعبي سيطرت على الحي الصناعي وحي القادسية وساحة الاحتفالات وقيادة شرطة صلاح الدين الواقعة في الجانب الشمالي لمدينة تكريت. كما سيطرت على مستشفى تكريت التعليمي والعوجة الجديدة في الجانب الجنوبي الشرقي للمدينة وحيي الديوم والهياكل في الجانب الغربي لتكريت. وتابع المصدر الامني ان المعارك مستمرة مع مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في حي الزهور غربا وقرب ساحة الاحتفالات شمالا وعند مشارف القصور الرئاسية جنوب شرق تكريت التي يتعرض وسطها والقصور الرئاسية الى الجنوب الشرقي منها لقصف مدفعي وجوي من قبل القوات الامنية العراقية والطيران الحربي العراقي.
في المقابل، فجر مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية جسر الفتحة الواقع على نهر دجلة والذي يربط بين بيجي وكركوك والواقع على بعد 18 كيلومترا شمال شرق كركوك و31 كيلومترا شمال شرق تكريت وذلك لمنع تقدم القوات الامنية نحو قضاء الحويجة الذي اصبح ملجأ للفارين من مسلحي التنظيم. ويسعى التنظيم لاستعادة المبادرة في مناطق أخرى من العراق من بينها الرمادي، حيث شن التنظيم سبع هجمات انتحارية متزامنة.
من جهته، قال رئيس أركان القوات الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي إنه كان واثقا من نجاح العملية رغم عدم مشاركة قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بها. وقال الجيش الأميركي إن الولايات المتحدة وشركاءها في التحالف نفذت 13 غارة في اليومين الماضيين حيث خمس ضربات أصاب مركبات وحفارات لتنظيم «داعش» قرب تكريت، وثلاث ضربات جوية أصابت وحدات تكتيكية ومركبة قرب الفلوجة
الى ذلك، نددت دول مجلس التعاون الخليجي بالتدخل الإيراني في العراق، واكدت دعمها للشعب العراقي في مواجهة خطر الإرهاب، وذلك بعد عقد وزراء خارجيتها اجتماعهم في الرياض امس. وقال وزير خارجية قطر الدكتور خالد العطية في مؤتمر صحافي بعد انتهاء الإجتماع» إن دول المجلس تؤكد على دعمها لوحدة العراق وسلامة أراضيه ودعم الحكومة العراقية ومساعدتها من أجل توفير الأمن والاستقرار في العراق، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وبسط سيادته على كل أراضيه، ولن يتحقق ذلك إلا بتعاون جميع أطياف الشعب العراقي وتضافر جهودهم لتغليب مصلحة العراق والحفاظ على تماسك شعبه ووحدة ترابه الوطني.»