كلما يجتمع رجال دين في قضية سياسية يثير ذلك فزعي ، لأنهم لايجتمعون على حق دائماً وفي الغالب وشاهدي على ذلك تلك الدعوة التي تبنوها في الجهاد في البلاد السورية ، دعوة ما أنزل الله بها من سلطان بل جاءت لتقف بوجه شعب سوريا هذا الشعب المسكين الذي يحارب في النيابة عن الغير حرب تكرس فيه الإنفصال والكراهية والتدمير ،
ولقد كان للقرضاوي هذا الشيخ الخرف الدورالرئيس في ذلك كما له الدور الواضح في تأليب الناس بعضهم على البعض الأخر ، القرضاوي هذا منذ مدة وهو يحمل سيفه ويناكف ويشاهر ويجاهر بالعداء للشيعة ، من غير حق سوى الغيرة والحنق واللؤم ، مع إن الحكمة تقتضي منه ومن غيره ممن يدعون الإسلام الدعوة للصلاح والإصلاح والوحدة بدل التنافر والتنابز ، طبعاً هذا إن كان مؤمنا ومعترفاً بحق السماء ورسالة الله ، في سوريا يتطاحن الأخوة ويتقاتلون على لا شيء بل هم راكسون جميعاً في الفتنة والظلم والبغضاء ، أهل سوريا يحتاجون من يلم شملهم ويرتق فتقهم لأن مايجري ليس ثورة بل نكسة وتدمير وفناء ، وفي كل مرة كنا حذرين من المأل ولذلك كنا ننبه أبناء سوريا ليكونوا معاً في صف واحد يعالجوا مشكلاتهم وهمومهم بعيداً عن الأعراب والعربان وبعيداً عن السواقي وخدم السلطان ، كنا نريدهم أحراراً غير منحازين وغير مندسين كنا نريدهم أن يتقوا شر دعاة الفتن من وعاظ السلاطين والجهلة ، كنا نريد لهم أن يتقدموا ويحملوا راية الحرية من غير أحقيات ومن غير دعاوى وزيف وبطلان ، كنا نعرف إن الحرب في سوريا ستطول وتطول كثيراً وستحرق كل الأخضر وكل اليابس ، فالثورة فقدت روحها وبريقها وعنفوانها وأصبحت أسيرة تحت ظل دعاوى وفتاوى رجال التزييف من الوعاظ المتخلفين ، لقد رأينا كيف تشوه الإسلام بفعلهم وكيف تشوهت الأهداف وكيف تنسف القيم وكيف يحتقر الإنسان ، وكنا على الدوام حذرين من إدخال الدين في السياسة لأن عاقبته هي كذلك ، فتن وطوائف وزيف وخداع ، أهل سوريا كانوا أشد الناس حرصاً وحباً وتوقاً للحرية وللعدالة وللسلام ، لكن هذا كله قد تبدد بفعل مايجري من قتل وتقسيم وتصنيف وتوزيع للمناطق وللبشر ، سيخسر القرضاوي هذه المرة المنافسه لأنه ينفث بالكير ويألب بأسم اللات كل العصبيات القبلية ، سيخسر الدنيا كما هو خاسر للآخرة بكل تأكيد ، لكنني أثق برجال الدين المخلصين الشرفاء أثق بعزيمتهم وحرصهم على الوحدة وعلى قول الحق وعلى تجاوز القرضاوي وخرافاته ، سوريا تمر الآن بأخطر مرحلة من تاريخها وهي في ظل هذا الأحتراب سوف لن تكون هناك سوريا إن طال المدى ، وسنصبح على قطع متنافرة من طوائف وأحزاب وجماعات وملل ، إن كان هذا الذي يريده القرضاوي فقبح الله صنعته ، سوريا تئن من جراح الحرب القذرة وهي اليوم مسرح لمن هب ودب من جناة التاريخ يفعلون بها مايشاؤون فلايجوز لأهلها التحارب في النيابة عن الأغراب دعاة الفتنة والقتل ، إنني أحذر من كل الذي يُراد لسوريا وأحذر شعب سوريا مما يخطط لهم بالخفاء ، وأدعوهم للكف والتوقف ومراجعة النفس وشجاعة الموقف وإرادة المستقبل فمصيرهم يجب ان يكون بأيديهم لا بأيدي الغير ، وليحذروا القرضاوي ومن على شاكلته من الجهلة والمتخلفين أنصاف الرجال ...