أن أنهار الدم التي تجري في العراق , من هو المسؤول عن هذه المجازر ؟ هل المقيمين في المنطقة الخضراء وبحماية الجيش الأمريكي والذين هم جزء من المشكلة ؟. أم أن المقيمين في دول الجوار وبحماية مخابراتهم ويبعثون من محل أقامتهم بالأرهابيين لقتل الأبرياء العزل من الشعب المسكين .؟ أم أنها نتائج مؤتمرات شرم الشيخ الذي حضرته أكثر من ستين دولة . وكذلك مؤتمر دول الجوار العراقي .
هل هو تفعيل لمقررات شرم الشيخ ؟, لأننا تعودنا منذ وثيقة عهد مكة المكرمة , ولم يرعوا لها حرمة رأينا الأرهاب أزداد في حينه , والأن لم يتغير شئ أذ لم نقل أتضاعفت نسبتها في الكوفة واليوم في أربيل عاصمة السيد الرئيس .
أم أن المسؤولية تقع على حكومة المحاصصة الطائفية ؟ وهذه هي نتيجتها . قلت في مقالي السابق المسمى العهد الدولي ...العهد العراقي , بأن الحكومة هي جزء من المشكلة وليست جزء من الحل , وطالبتها بأن تقدم أستقالتها إذا أرادت أن تفّعل القرارت على أرض الواقع وتحسن نيتها وتحفظ الدماء إذا كانت حريصة علية التي تجري في كل مكان ومع كل إنسان وفي أي وقت .
أن الشعب العراقي أصبح اليوم لا يدري ماذا يفعل ,أنتقل من ظلم دكتاتورية عمرها 35 سنة إلى حكومة طائفية وأبادة مكشوفة ديمقراطية .
الشعب يحصل في كل يوم على المزيد من سفك الدماء . ويسمحون لهم بالخروج إلى الشوارع للضرب واللطم . بحجة أنها من الشعائر الدينية التي أسُست من قبل أصحاب المواكب والسياسيين من المعممين ,وتزيح عنهم الهموم .
لأن العادة جرت في فلسفات التأريخ أن يُقرن التحدي بالأستجابة. ولكن في العراق يُقرن التحدي بالأبادة . ولأهانة تبدأ وتتكرر وتتراكم حتى تأتي لحظة التحدي والرفض لها والأنتفاضة ضدها والثورة عليها .
أصبح المواطن بلا كرامه في بلاده حيث الأهانات الواحدة تلو الأخرى بسبب الفوضى العارمة , لأن الوطن بلا شعب ودولة ولا حكومة , ولهذا طالبنا بأستقالتها
لأنها فشلت في الأداء . لقد أصبح صدر المواطن العراقي عارياً يصوب إليه من يشأ . وسماء الوطن مفتوحة يخترقها من يريد . وأرضه بلا ثغور ولاحدود يدهسها كل من تسول له نفسه بالأنتقام من الشعب , وتبقى مهمة الفقية هي الدفاع عن البيضة . وهذه مقولة قديمة قدم المسائل التي وضعت في زمان ما وتستخدم في كل زمان , لأنها تصدر من فقيه عالي القدر وتكون مقدسة . ( أن مجلس النواب العراقي عقد جلسة خاصة للدفاع عن السيستاني ومعاتبة قناة الجزيرة . لأن هذا الأمر أهم بكثير من أبادة الشعب في الكوفة وأربيل وبغداد وباقي المحافضات والتهجير وتشريد الناس من بيوتهم وفقدان الأمن . أصبحت معاتبة قناة الجزيرة أهم من الشعب العراقي كله حيث أصبحت قيمة العراقي من جراء هذه الطغمة الحاكمة هي الطلقة التي يقتل بها فقط )
ونرجع ونقول أن البلد كالبيضة أن لم يتم أنقاذها تتكسر قشرتها ويسيل بياضها وصفارها ويتحول إلى دم عبيط .
المواطن العراقي أصبح غريب في وطنه , حيث لم يكن يحمية ولا نظام سياسي يدافع عنه الذي أنتخبه بدمه . ولا دولة تعطيه الأمن , وحتى الغذاء لم يحصل عليه إلابهلاك وأزهاق روحه , لأن معاتبة الجزيرة أهم من هذا كله ,إذاً أين حرية الأعلام .وما أعتقد ان السيد السيستاني يرضى بأن المجلس ينشغل بقناة الجزيرة ويترك الشعب .
وفقط إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية وهذه النعرات التي تثار هي لتؤجج نار الحرب وصرف النظر عن مشاكل البلد ,وقتل الأبرياء العزل من النساء والشيوخ والأطفال وذبح الجرحى حتى الراقدين في المساجد والمستشفيات لم يسلموا .
هذه حالة العراق اليوم وهذا غيض من فيض لأن ما نراه على شاشات الفضائيات هو جزء بسيط مما هو على أرض الواقع .
فالحل للعراق هو يأتي من فتح جبهة عريضة تظم كافة أبناء العراق الشرفاء من الشخصيات والمنظمات والأحزاب ومستقلين وشيوخ عشائر ورجال دين . يكون همهم العراق وليس ملء جيوبهم . والحوار يكون ليبرالياً ديمقراطياً وطنياً نابع من عقول العراقيين ...
أكرر حوارأ ليبرالياً لأن الليبرالية تؤمن بالتعددية كخيار وكرؤية للتعايش في كافة المجالات , وهذا التبني يأخذ شكل العقيدة والأيمان , لأن الثقافة الليبرالية الخاصة تعتبر التعددية شرط في فهم الأخر والعلاقة معه .
فالتعايش السلمي وإحترام رغبات وتوجهات الأخر قضية هامة ومركزية . ومنها أنبثقت كافة المواثيق التي تعني بالأنسان وحقوقه .
والفكر الليبرالي الحديث يحمل كل موروثات التعددية كسلوك إجتماعي راقي . دُون على أساسه كل متبنياته ببناء الدولة الحديثة .
جاعلاً من التعددية بمفهومها الإيجابي نحو بناء الدولة القطرية الموحدة . معتبراً التعددية تؤمة للوحدة في معناها الوطني . لأن الليبرالية تؤمن بالبعد الأخلاقي الذي يجعل من التعدد طريق للتطور عبر بوابة التنافس الإيجابي وتقديم كل ما يقدم المجتمع وينهض به .
ولهذا عّده منظري الفكر الليبرالي الحديث الركيزة الأولى في قضية الخلاص , من الأستلاب الفكري والثقافي والسياسي , أي أن التعدد طريق لبناء الذات والتعرف على أوجه النشاط لكل طرف وكذا التعرف على قدراته التنموية , فالتعدد الفكري كما هو مقرر في الفلسفة الليبرالية الجديدة هو طريق لًلأصلاح وطريق للتصحيح في إلغاء مبدأ الأنا الذاتي التي هي نتاج للفكر القومي العنصري أو للديني الراديكالي المتطرف .
ومبدأ الأنا الذاتي هو نظرية تعمل بها كل الأنظمة الديكتاتورية التي تباعد في الوطن الواحد وفي القطر الواحد بين تلاقح الثقافات المحلية واللسانية !!!