هذا السؤال بادرني إليه واقع الحال وما شاهدته اليوم في مؤتمر القمة العربية في الكويت ، حيث بدى لي كما بدى للجميع إن وجود العراق في شكله هذا وفي وضعه هذا هو سيان عند العرب والأعراب أي إن وجوده وعدمه سواء !!
أقول قولي هذا وأنا أُشير من دون مواربة أو ترديد للوضع وللطبيعة وللموقف الذي وصل إليه الحال ، فلا وضع الرئيس كان منسجماً مع دوره وضمن منظومته ولا العراق وضعاً كان بمستوى يؤهله ليكون في الوضع وفي المكان الذي يُشعر الباقين من حوله بوحوده ، هذا على مستوى واقع الحال وطبيعة الأحداث والموقف منها .
فالعراق بحمدالله - الذي لا يُحمد على مكروه سواه - أصبح وبفضل ماهو سائد من تفتيت طائفي وتنازع قبلي وشحنات من دين القرون الماضية - لا طعم له ولا لون ولا رائحة - وحاله يصعب على الكافر كما يقال في المثل ، وأصبح بفضل ضلامية من كسروا مشروعه وحلمه صدىً ومطيةً للغير ، ينفذ دون علم أو إرادة أو نقاش ، وغدى بفضل هذه المجموعة من البشر فاشلاً وفاسداً ومحتاجاً وكلاً على غيره ينتابه العوز والفقر والحاجة والنقص .
لهذا كان وجوده بين قمة العرب والأعراب غير ضروري وغير نافع بل كان ضرر وجوده أكبر من نفعه ، وكم تمنيت بعد مارأيت وشاهدت من هشاشة وهزال أن ينسحب العراق بعدما هُمش في القمة وبعدما ركنه الزعماء بعيداً عن مؤتمر الكبار !! وتمنيت على الرئيس إتخاذ الموقف الجريء الذي يُجدد للعراق مكانته وأهميته ، ويلغي دوره السلبي في الحضور ودوره السلبي من مجمل الأحداث وجميعها .
ربما يشاركني البعض في هذا وربما يشاركني الجميع بعدما شاهدو كيف كان يقف الرئيس وأين ؟ وقف بعيداً عن مجلس الكبار بعيداً حتى من عمر البشير المطلوب جنائياً ، وبعيداً حتى عن رئيس اليمن ، لماذا هذا الأستخفاف بالعراق وبرئيسه وكيف يتم ذلك ومن يُرتب المواقع قرباً وبعداً في أخذ الصور وأمام الصحافه ؟؟
أنا لا أرضى لرئيس العراق هذا ولا أرضى له ان يكون شخصاً هامشياً أو صفراً على الشمال ، ولا أريد للعراق ان يكون كذلك ، فالعراق الدولة والعراق الشعب كبير بحجم تاريخه وحاضره ومستقبله ، ولهذا يجب بل يلزم ان يكون رئيسه كذلك ، وهذا ما أتمناه بل أريده للأخ الرئيس جلال طالباني الذي أكن له كل حب وموده ، لكن هزني والله ماكان فيه بين حشد الرؤساء والملوك ، فأنا لا أرغب ان يكون الوجود بروتوكولي محض من غير علامات فارقة تدلل على ان العراق هنا حي ينبض بالحياة ، وليسمح لي الجميع في تغيير طبيعة الإجراءات مع العرب والأعراب فهم لا يحتاجون منا للطيبه أو الأكثار من حسن النوايا .
ولك ان تقول كما تريد فشعب العراق معك حين تكون بحجمه وبدوره ، فليس من الحكمة ان يكون لأمير قطر مكانة أكبر منك مع جل أحترامنا لقطر وأميرها ، فالعراق أغنى وأكمل وتجربته أنضج ووعي شعبه وتاريخه ونضاله أتم ، بل كل شيء أو فعل يمكننا الكلام فيه فللعراق دور الريادة والقيادة .
وللعراق مواقف محددة من قضية النزاع في الشرق الأوسط ، وموقفه هذا نابع من حرصه ليكون أهل فلسطين أحرار وبعيدين عن التجاذبات والمؤامرات العربية فقد شبعو منها ، ولهذا كان يجب على الرئيس طرح مبادرة عن السلام بشكل ينسجم مع روح المرحلة والتبدل المؤكد في الأيام المقبلة ، كان على الرئيس ان لا يكون مستمعاً وحسب ، بل كان يجب عليه ان يصدح بموقف العراق الجديد والمجتمع الدولي بل العالم كله بإنتظار لحظة تتويج الرئيس أوباما .
إن الموقف من قضايا السلام والعدل والحرية والأمن وتجديد العلاقة كانت لوازم تؤهل العراق ليكون في المقدمة لا ليكون مصفقاً للغير ومعهم ، أي إن بناء الواقع الجديد في المنطقة هي رسالة العراق للعرب وللعالم ، ولانريد ان يكون العراق أو رئيس العراق أخر القوم .
وحكومة العراق لم تأت صدفة بل جاءت عبر نضال طويل ، وهذا ما يجعل من لسانها في التعبير عن الإرادة أقوى وأدل من الغير المتاجرين والمتصنعيين والمخاتلين ..
هي شقشقه هدرت ثم قرّت كما قالها الإمام علي - ع -
20 - 01 - 09