في حوار مع داعشي سابق ، تيقنت بعجز وفشل الإسلام السياسي وشعاراته ، وتيقنت كذلك إنه وبفعل المسلمين أنفسهم زادت كراهية الناس للدين ، ولم يعد يمثل لهم ذلك الشيء النبيل ، تجربة منظمات الإرهاب أعطت لنا وللناس جميعاً إن عصر الحاكمية الإسلامية ومفاهيمها قد ولى .
يقول الداعشي كنا أغبياء حين أعلنا عن الخلافة ، وكنا أكثر غباءاً حين أمنا بأن لنا حواضن ومناصرين من خارج تنظيماتنا ، وزاد الطين بله نوعية الأحكام التي تابعنا الناس فيها وفي تطبيقها ، متناسين عامل الزمن وثقافة الناس وتطلعهم لحياة أكثر مدنية ورفاهية ، كنا نصر على إستدراج حكم الخلفاء مع علمنا انهم لم يكونوا مقدسين ولا منزهين عن الخطأ ، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على إنحسار الفكر والرؤية والتجديد ومواكبة العصر ، ولم يكن خسران المعارك هو الخسران المبين ، بل كان فقداننا للنظرية وللقابلية على التعايش مع الحياة وقبول الأخر ، كان هو الخسران فكنا وكانت شعاراتنا تحمل طابع العنف والكراهية لكل مخالف حتى وان كان من مذهبنا ، ولم يسلم من أذآنا احد قريب أو بعيد ، وعرفنا ذلك بعد فوات الأوان : - بإن تجربة الحكم الإسلامي هي أشد أنواع الدكتاتوريات وأقساها - ، ولهذا أبتعد الناس عنا أبتعد الرجال وأبتعدت النساء ، وكانت أحكامنا في الغالب عبارة عن إرتجال بحسب ظنون وحفظ غير دقيق لسيرة السلف ، كانت خسارتنا حين أعتقدنا إن إعادة عقارب الزمن للوراء هي الحل .
تتمة موضوع "هزيمة المسلمين ـــــــــــــ راغب الركابي"