مفهوم العدل عند الشيعة :
لقد أخطأت الشيعة حينما أعتبرت - العدل - أحد أصول الدين ، حين أرتكبت مخالفة معرفية ومجازفة غير محمودة حين أعلنت عن ذلك وتمسكت به ، ففي التعريف الأولي لأصول الدين نكتشف إنها موضوعة عامة ، لا تتحرك وفقاً لما يعتبره الفقيه أو الكلامي ، إنما ينطلق من نظرة عامة للدين بوصفه العام نظرة شمولية للحياة والكون ، وفي أن ما ذهب إليه الشيعة في تعريفهم للدين وماهيته ثمة مغالطة مفهومية ومعرفية ، وفي ذلك إنما ننطلق من تعريف الكتاب المجيد للدين ، الذي يعطينا تعريفاً مغايراً لما هو سائد في أدب المتكلمين وأهل الفرق ، فالدين عند الله و في الكتاب المجيد هو ( الإسلام ) ، وقد أشار إلى هذا المعنى قوله تعالى : - [ إن الدين عند الله الإسلام .. ] - آل عمران 19 ، ثم عرف الكتاب المجيد لنا الإسلام على إنه عبارة عن ( الإيمان بالله والإيمان باليوم الأخر والعمل ) ، كما في قوله تعالى : - [ إن الذين آمنوا والذين هادُوا والنصارى والصابئين من : ( آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا ) ، فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا يحزنون ] - البقرة 62 ، هذا هو إذن دين الله الذي هو الإسلام ، وهذه هي أصوله وقواعده ومايقوم عليها ، وهذا ليس أخبارا وحسب بل وتعليلا كذلك .
تتمة موضوع "رأينا في العدل الجزء الثاني "