عندما علّق مارتن لوثر احتجاجاته على جدار الكنيسة الألمانية كانت بداية الإصلاح الدينى، وعندما ترجم الكتاب المقدس إلى لغة الناس المتداولة ولهجة الوطن الذى يسكن فيه خرج الدين من احتكار رجال الكنيسة الذين كانوا يملكون حل شفرته اللاتينية وتوصيل طلبات الفتاوى وصكوك الغفران وتفسيرات الاستبداد إلى المنازل!!
لكن مارتن لوثر الإسلامى تأخر كثيراً، وكما فى مسرحية العبث «فى انتظار جودو» ما زلنا فى انتظار «لوثر»، المؤسسة الدينية الآن لا تعرف ولا تدرك أنه بمجرد ضغطة زر «كى بورد» يستطيع أى شاب أو حتى طفل الاطلاع على ما كان المشايخ يحتكرونه من تفاسير وفتاوى وآراء فقهية وتاريخ مخفى، كل المسكوت عنه انكشف وبان أمام شاشة الـ«لاب توب»، وعندما أرادت «الزيتونة» التجديد اعترض الأزهر وقال إن تونس تهدم الثوابت وحكومتها تخرج عن المعلوم من الدين بالضرورة، واتضح أمر خطير وهو أن كل نص من الممكن أن نقول عنه إنه ابن زمانه ومكانه عندما لا يوافق الظروف، ولكن بالنسبة للنصوص المتعلقة بالمرأة فهى عند المؤسسة الدينية المصرية لا تمس، وهى فقط المعلوم والمفروض من الدين بالضرورة، عندما يحس الشيخ أنه محرج وخجلان أمام العالم من الإصرار على مسألة الرق يخرج علينا قائلاً تلك ظروف بنت زمانها ومكانها وقد تغيرت وتبدلت، لكن عندما نذكر له الحجاب يصرخ ويتشنج ويقول هذا نص واضح وصريح لا يخضع لأى متغيرات أو ظروف!!
تتمة موضوع "هل ظهر مارتن لوثر الإسلامي ... د. خالد منتصر "