“هؤلاء عبادك، قد اجتمعوا لقتلي تعصبًا لدينك، وتقربًا إليك.. فاغفر لهم! فإنك لو كشفتَ لهم ما كشفتَ لي، لما فعلوا ما فعلوا، ولو سترتَ عنّي ما سترتَ عنهم، لما لقيتُ ما لقيت، فلك التقديرُ فيما تفعل، ولك التقديرُ فيما تريد” هكذا ناجى الحسين بن منصور الحلاج ربه وهو على الصليب، لم يفارق الحبُ خُلْدَه، ولم يخالط الحقد وَجْدَه، يسأل الغفران لقاتليه، ولا يطلب النجاة لنفسه، وكيف يجزع طلبا للحياة، أو خوفا من الموت؟ وهو الذي يرى حياته جزءًا من كلٍ أعظم، وموته التوحد بذلك الكل.. فليتهمه اللائمون، وليقتله الجلاّدون، فقد قال قبل آنٍ وكأنه تنبأ بما سيصيبه: “وإن قُتلت او صُلبت، أو قُطّعت يداي ورجلاي، ما رجعت عن دعواي” نعم فإنّ العشق عنده دعوة، والحب في فلسفته جهاد، فمتى أخاف مجاهدا الموت؟ وهو القائل:
تتمة موضوع "الحلّاج: الـعـاشـق الــمـصـلـوب.......محمد صلاح سليم"