< النص الأصلي والتأسيسي الأول في الإسلام هو الوحي الإلهي (القرآن العظيم)، عبره انطلقت رسالة الخلود (الإسلام) وبه ختمت واكتملت، وهو المرجعية الكبرى في التشريع، وذلك «نظرياً لا عملياً» في اللاوعي الإسلامي ما بعد التدوين تقريباً.
أتناول هنا أزمتنا في علاقتنا بالدين، وأعبر بـ«أزمة» لأن ذلك هو واقعنا الذهني والوجداني والروحي المثقل بوعي مأزوم تجاه العلاقة بالدين. نحن، بوصفنا مجتمعاً مسلماً تقليدياً دينياً، من الطبيعي أن ما يشكلنا ويصنع رؤيتنا للكون والحياة والذات والأشياء هو الدين قبل أي مؤثر وقوة ثقافية أخرى، ولأن ما يلون ذواتنا مذ بدء علاقتنا بالكون هو الدين فإننا في حاجة إلى استعاده معرفة ما هذا الدين الذي يكوننا في كل أركان وعينا ورؤيتنا لذواتنا وما حولنا، وخصوصاً أننا نعاني من التشوه الفكري والنفسي والأخلاقي؟
ثمة مجتمعات لا تتأطر بالدين ثقافياً، ويتحول فيها إلى وحدة من وحدات التأثير والتكوين مع مؤثرات ثقافية أخرى بحسب الزمكان، هذه الثقافات ليست في حاجة ملحة وجذرية إلى مواجهة تأثير الدين في إنتاج الوعي، نظراً إلى عدم هيمنة الخطاب الديني واستبداده على تلافيف الوعي.
تتمة موضوع "إسلام القرآن وإسلام المحدثين.....عبدالله النغيمشي "