ولن يجد المسلم مخرجا وإجابة تعفيه من رعب السؤال وتخفف عنه عناء السفر في الحياة، إلا من خلال إعلانه بجرأة فصل الدين عن السياسة، لأن هذه الأخيرة امتزجت بالنص إلى حد الاستيعاب الكلي للنبوة الدينية كمعتقد إيماني يجعل من الصعب التفكير في حياة البشر باعتباره – المعتقد – مرجعية شرعية تحدد هوية الأمة ومساراتها التاريخية البشرية. إن جمالية وعمق الإيمان يكمن في نقض الرؤى السياسية التي ذابت داخله والتي لا يمكن أن تستكين وتتساقط مع الزمن، إلا من خلال الإعلاء من شأن المعتقد الديني بإعلانه انفصاله التاريخي عن الفعل السياسي الذي جاور في إنتاجه للنصوص الثلاثة بين القتل والتسامح والكراهية والمحبة والجزية والمساواة والأحادية المتسلطة والتعدد والاختلاف…
تتمة موضوع "من النبوة الدينية إلى النبوة السياسية.. أو من جنة الرحمان إلى جنة الموت ـــــ نزيه كوثراني – الاوان"