لم يبق من الديمقراطية التي تركها بريمر وراءه في العراق سوى شعارات مكتوبة بخط ٍ بائس على الجدران، وصور ٍملونة مزركشة لسياسيين لم تدخل الديمقراطية إلى بيوتهم، كل هذه السنين، لا من باب ولا شباك، لأنهم توارثوا الديكتاتورية (الأصيلة) من قرون.
في العراق الجديد تـلقـَّى وجهُ الديمقراطية الرضيعة ثلاث صفعات لا تحتمل. تمثلت الأولى في انزلاق القادة السياسيين في الخطأ العظيم حين تراكضوا، كلٌ في طريق، لاستقدام قوة خارجية تساعده على رفاقه وأشقائه الآخرين، بدل أن يحتكم لديمقراطيته المزعومة. فقد ارتمى الذين يدَّعون تمثيلَ شيعة العراق في أحضان الولي الفقيه، وجرى السُنة نحو دمشق وعمان والقاهرة والرياض طلبا للنجدة والتماسا لمعونات مالية وسياسية وإعلامية لمواجهة الخطوط الحُمر الإيرانية على زعيم قائمتهم المحاصر أياد علاوي. علنا ودون مواربة. بل في كل عودة لأحدهم من عاصمة شقيقة أو صديقة يتحدث في مؤتمر صحفي ويبشر المراسلين بانجازاته تلك، ويباهي بها، دون حياء.
تتمة موضوع "ديمقراطية تبحث عن ديمقراطيين ـــــ إبراهيم الزبيدي"